حمزاوي: هذا هو جوهر الخلاف بين أمريكا وإسرائيل حول إيران ولبنان

{title}
أخبار الأردن -

 

قال مدير برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، عمرو حمزاوي، إن العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد إدارة الرئيس جو بايدن، وحكومة اليمين الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، تمر بفترة من التوترات الحالية.

وأوضح لدى حديثه لقناة المملكة، والذي رصدته صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن هناك خلافًا تكتيكيًا بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو حول حدود الرد المتوقع على إيران، وليس حول مبدأ الرد ذاته. فلا يختلف الطرفان على ضرورة توجيه ضربة، وإنما على نطاق تلك الضربة وحدودها. مضيفًا أن هذا الخلاف يتكرر أيضًا بشأن الاجتياح البري المتوقع للأراضي اللبنانية، حيث لا تعارض الولايات المتحدة مبدأ الاجتياح، لكنها تختلف حول حدوده وطبيعته.

وفيما يتعلق بوقف إطلاق النار، بيّن حمزاوي أن خلافًا تكتيكيًا آخر يبرز حول الشروط الواجب فرضها في حال تم التوصل إلى هدنة، سواء في لبنان أو في غزة. والسؤال المحوري هنا هو: هل ستضمن هذه الهدنة بقاءً أمنيًا موسعًا لإسرائيل أم بقاءً أمنيًا محدودًا؟ فعلى الصعيد الاستراتيجي، يبدو أن الإدارة الأمريكية وإسرائيل متفقتان في الأهداف الكبرى. فالولايات المتحدة، من جانبها، تسعى للتخلص من حماس وحزب الله، وتدعم إعادة ترتيب الوضع السياسي في المنطقة بما يخدم مصالحها.

من ناحية أخرى، قد تتجاوز إسرائيل في بعض الأحيان الحدود المرسومة نتيجة لتفاقم الأوضاع الإنسانية، لكن هذه التجاوزات لا تعدو كونها خلافات تكتيكية. ولو كانت الخلافات بين الطرفين استراتيجية حقًا، لكانت الولايات المتحدة قد استخدمت أدواتها الضاغطة على إسرائيل، مثل وقف المساعدات العسكرية أو مبيعات الأسلحة، وهو ما لم يحدث، وفقًا لحمزاوي.

ونوّه إلى أن الخلاف الأمريكي الإسرائيلي يدور حول "بنك الأهداف" المتعلق بالضربات المحتملة، مضيفًا أن أحد الأسئلة المطروحة هو: هل ينبغي لإسرائيل ضرب المفاعل النووي الإيراني؟ وهل ستعلن الولايات المتحدة عن هذه الضربة؟ مضيفًا أن الحسابات الأمريكية في هذا السياق تشير إلى أن إيران تولي أهمية قصوى لحماية منشآتها النووية، ما يعني أن أي ضربة للمشروع النووي الإيراني ستكون لها ردود أفعال واسعة النطاق.

وتابع حمزاوي قائلًا إن الولايات المتحدة تعتقد بأن على إسرائيل أن تركز، في هذه المرحلة، على ضرب ما يسمى "أذرع إيران" في المنطقة، مثل حزب الله والمليشيات المدعومة من إيران في عدة دول. كما أن التعامل مع الحوثيين، مثلًا، يُترك للولايات المتحدة نفسها. وهنا يظهر الخلاف مجددًا حول توسيع المواجهة إلى العمق الإيراني، وهو أمر ترى الولايات المتحدة أنه قد يحمل تداعيات كبيرة.

وبيّن حمزاوي أنه لا يمكن الجزم بتوقعات المرحلة المقبلة، فنحن نعيش في فترة من التحولات والتغيرات المستمرة. وعلى الرغم من وجود مصالح استراتيجية وقوى فاعلة، يبقى الغموض هو السمة الأساسية لهذه المرحلة، سواء بالنسبة للإدارة الأمريكية أو إسرائيل، وحتى الدول العربية وإيران وحلفائها. نحن نواجه مرحلة من عدم اليقين، تتسم بالتخبط والارتباك على جميع المستويات.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير