المعشر: لا أطالب بإلغاء معاهدة السلام وعلينا حماية مصالحنا

{title}
أخبار الأردن -

 

قال نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور مروان معشر إننا على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع في المنطقة، حيث تحاول إسرائيل جعلنا معتادين على رؤية مشاهد قتل المدنيين في المناطق المزدحمة.

وأوضح معشر في حديث لقناة رؤيا، رصدته صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن إسرائيل لا تستجيب للضغوط الأمريكية، وإن أبدت الأخيرة سعيها لتجنب نشوب حرب إقليمية، حيث بدأ هذا النوع من الحروب يؤثر سلبًا على فرص المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.

حدود الإمكانيات وجدوى المقاربات الجديدة

ورجّح المعشر أن يكون هناك ضربة إسرائيلية ضد إيران، ومن المحتمل أن يتم الرد عليها بضربة إيرانية كذلك، مضيفًا أننا في مرحلة تتطلب منا تبني مقاربة جديدة في التعامل مع إسرائيل، فالمقاربات القديمة لم تعد فعالة، وقد استنفدت بالكامل.

وأشار إلى ضرورة إدراك حدود إمكانياتنا كأردنيين، إذ إن البُعد العربي لم يعد موجودًا بالشكل الذي نأمله، مضيفًا أنه يجب على الأردن القيام بما يستطيع ضمن حدود إمكانياتنا، من خلال خطوات عملية تُظهر أننا نواجه ما تفعله إسرائيل، بعد أن أصبح من الواضح أن أحد أهدافها الرئيسية هو التهجير.

ودعا المعشر إلى اتخاذ خطوات عديدة ومهمة يجب تبنيها، في وقتٍ، مما لا شك فيه أن الأردن قام بكل ما وسعه حتى الآن، وتحديدًا من خلال موقف جلالة الملك، والحكومة الأردنية، والذي إن كان متقدمًا على معظم الدول العربية الأخرى، إلا أن دخولنا مرحلة جديدة يتطلب منا اعتماد مقاربة جديدة تتماشى مع المتغيرات.

الخطوات الخمس التي يحتاجها الإقليم

وعن الخطوات العملية، عددها 5 وهي على التوالي وفقًا للمعشر: الأولى: انضمام الأردن للدعوى المقدمة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، الثانية: ترحيب الأردن بقرار فرنسا بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، الثالثة: فتح حوار مع الولايات المتحدة حول مستقبل السلام، فإذا كانت إسرائيل تدعي أنها لا تريد دولة فلسطينية، فإن على المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، أن تتدخل وتوضح ما تريده إسرائيل، حتى نستطيع تحديد كيفية صياغة المقاربة الأردنية، الرابعة: إعادة تقييم معاهدة السلام مع إسرائيل، فقد وُقعت هذه المعاهدة من أجل إقامة دولة فلسطينية ودفن فكرة الوطن البديل، وإذا كانت إسرائيل اليوم ترفض فكرة الدولة الفلسطينية، فإن على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في هذا السياق، وأخيرًا وقف كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل حتى انتهاء الاحتلال، وهذا ليس إعلان حرب من الأردن، بل هو إعلان سلام جاد وحازم.

تعرية إسرائيل وجرأة طرح المطالب

وقال المعشر إنه لا يمكن أن تستمر الأمور كما هي، فالديناميكيات الحالية تتطلب تحركًا فعالاً يتجاوز الإدانة، وحتى الآن، قدمنا أداءً جيدًا في تعرية إسرائيل أمام المجتمع الدولي، لكن يجب أن نكون أكثر جرأة في طرح المطالب.

وأعرب عن أسفه جرّاء تقبل المجتمع الدولي لفكرة قتل المدنيين في مناطق مثل غزة، وبيروت، وطولكرم، وجنين، وغيرها، وكأنه أصبح من المعتاد قتل 200 أو 300 شخص من أجل استهداف قيادات في حماس أو حزب الله، مضيفًا أنه إذا كان المجتمع الدولي يتجاهل كل هذا، فإننا يجب أن نتخذ خطوات جادة للفت الانتباه إلى ما يحدث، وجمع المعارضة الدولية ضد هذه الانتهاكات.

العواقب على الأردن

ما قمنا به حتى الآن في مجال المساعدات يُعتبر جهدًا يستحق التقدير، لكن المشكلة أعمق من ذلك، وما يحدث اليوم في فلسطين، خاصةً من قبل إسرائيل ضد لبنان والفلسطينيين، يشكل تهديدًا وجوديًا للأردن، وفقًا للمعشر.

وتساءل حول ما يمنع إسرائيل من استهداف الأردن بعد كل ما تفعله، وإذا كانت إسرائيل ترفض إقامة الدولة الفلسطينية، فماذا يتبقى لها غير محاولة التهجير؟ مضيفًا أن الأردن دولة ذات إمكانيات محدودة، ولكن تصغير أكتافنا يؤدي إلى تصغير أكتافنا، ويجب علينا أن نعمل جاهدين لمنع ما تفعله إسرائيل.

واختتم المعشر حديثه بالقول: أنا لا أطالب بإلغاء معاهدة السلام، لكن يجب أن تكون لدينا خطوات واضحة تعبر عن موقفنا وتحمي مصالحنا؛ إذ يجب علينا أن ندرك بأن تقديم المساعدات الإنسانية شيء، والتطبيع الاقتصادي شيء آخر مختلف تمامًا، وإذا كنا نريد توجيه رسالة شديدة اللهجة لإسرائيل حول ما تقوم به ضد المصلحة الوطنية الأردنية، فيجب أن تكون جميع القنوات ذات رسالة متجانسة مع بعضها البعض.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير