البستنجي لـ"أخبار الأردن": هذا ما سيحدث بالمنطقة في الأيام المقبلة

{title}
أخبار الأردن -

قال الكاتب والباحث في الصحافة العربية الدكتور حيدر البستنجي إن العدو الإسرائيلي يواصل مضيه بخطى ثابتة في تنفيذ خطة الجنرالات، وهي الخطة التي تهدف، بوضوح لا لبس فيه، إلى جعل الحياة في الشمال جحيمًا لا يطاق لساكنيه، تمهيدًا لإجبارهم على الهجرة القسرية وتفريغ المنطقة من سكانها.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن اجتماع الكابنيت الذي عُقد مؤخرًا كشف عن نوايا أشد قسوةً، حيث أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تسمية العملية العسكرية الحالية باسم "النهضة"، مضيفًا أن هذا الاسم لم يكن عشوائيًا، فهو يحمل دلالات توراتية ثقيلة تشير إلى القضاء التام والنهائي على أعداء إسرائيل، وإنهاء وجودهم بشكل لا رجعة فيه. 

وبيّن البستنجي أن رسالة نتنياهو واضحة: لا مكان للمفاوضات أو الصفقات، ومن يظن أن الهدنة قريبة عليه أن يعيد حساباته جيدًا، فالأمر أبعد من مجرد وقفٍ لإطلاق النار أو تبادل للأسرى؛ هو محاولة لفرض واقع جديد يتجاوز كل ما عرفناه سابقاً.

وأشار إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لم يكن حاضرًا في هذا الاجتماع الحاسم، إلا أنه أفصح في تصريحاته بوضوح عن أن الحديث عن أي تسوية أو صفقة لن يتم حتى انتهاء المرحلة الأولى من العمليات العسكرية في لبنان، وهي مرحلة يُتوقع أن تستمر على الأقل أسبوعين. 

ونوّه البستنجي إلى أن المرحلة المذكورة تهدف إلى إضعاف حزب الله بشتى الوسائل، ومن ثم الانتقال إلى حماس لممارسة ضغوط شديدة عليها لإجبارها على قبول الشروط الإسرائيلية. 

بالانتقال إلى غالانت، فهو يسعى إلى فصل المسارات، بحيث يُجرد كل طرف من القوة اللازمة للدفاع عن مصالحه، ويخضع في النهاية للإملاءات الإسرائيلية التي ستفرض دون استثناء.

في هذا السياق، جاء تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف إسرائيل كاتس في توقيت دقيق للغاية، حيث يتصاعد الهجوم الإسرائيلي على غزة يومًا بعد يوم، فـ"كاتس"، الذي قد يتولى صلاحيات نتنياهو في حال غيابه، لم يتوانَ عن التعبير عن موقف إسرائيل الصارم تجاه غزة: "لن يتم نقل أي مساعدات إنسانية لسكان غزة، لن يُشغل مفتاح كهرباء، لن يُفتح صنبور ماء، ولن تدخل شاحنة وقود واحدة، حتى يعود المختطفون الإسرائيليون إلى منازلهم"، وفقًا للبستنجي. 

وذكر أن كاتس، بأسلوبه الحاد، أضاف: "لن يعظنا أحد بالأخلاق" في إشارة إلى أنه لا مكان للنقاشات الأخلاقية أو الضغوط الإنسانية التي قد تأتي من الخارج.

وأكد أن المشهد الذي نراه اليوم ليس سوى بداية لمرحلة أشد قسوةً، مرحلة حبلى بالدم والدمار، فخطة الجنرالات، التي تعتمد على استنزاف الخصوم حتى الإنهاك التام، تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

التصريحات المتطرفة، والتهديدات المتصاعدة، والإجراءات الوحشية التي تزداد قسوة، تعكس رغبة إسرائيل في تغيير موازين القوى بالكامل، وفرض واقع جديد في المنطقة، كما صرّح البستنجي.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير