دية: هذا ما سيحدث بعد طوفان الأقصى

غادة الخولي 

قال الخبير الاقتصادي منير دية إن جلالة الملك عبدالله الثاني، حذر قبل أيام قليلة على منصة الأمم المتحدة في نيويورك من استمرار الصراع وغياب حل نهائي للقضية الفلسطينية، واستمرار إسرائيل في غطرستها وانتهاكها لحقوق الشعب الفلسطيني ووضع العالم أمام مسؤولياته وضرورة التحرك لإنهاء هذا الصراع على أساس حل الدولتين.

وأوضح ان تاريخ 7/10/2023 سيبقى خالداً في ذاكرة الجيل المعاصر، وسيحدد هذا اليوم مجريات أحداث المرحلة القادمة.

 

وبين دية في حديث لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، الأحد، أنه سيفرض هذا التاريخ واقعاً جديداً للصراع العربي الإسرائيلي، وسيجبر المفاوض الإسرائيلي الجلوس على طاولة المفاوضات دون شروط
مسبقة والتنازل عن كثير من القضايا التي كان يعتبرها خطاً أحمراً، ولا يمكن التفاوض والنقاش بشأنها وخاصة قضايا الحدود واللاجئين والأسرى.

وبين أن الهزيمة التي لحقت بالجيش الإسرائيلي عسكرياً وأمنيا واستخباراتياً سيزعزع ثقة المواطن الإسرائيلي بمنظومة الأمن القومي لدولته، مشيرا إلى أنه سيعيد حسابات الكثيرين من المستوطنين في البقاء داخل تلك المستوطنات التي أصبحت مهددة بالقصف والاجتياح الفلسطيني في أي لحظة.

وأكد أن الفراغ السياسي الذي تعيشه إسرائيل في السنوات الأخيرة وغياب القيادة السياسية الجامعة والقادرة على تشكيل حكومة لها أغلبية في الكنيست، ويقودها رئيس وزراء يحظى بتأييد داخلي وخارجي غير (نتنياهو) أدخل إسرائيل في عزلة سياسية عن الكثير من دول العالم، والتي كانت بمثابة شركاء وداعمين لإسرائيل في كثير من المحافل العالمية.

التعديلات القضائية وما خلفته من انشقاق في الشارع الإسرائيلي، وفق دية، زاد المشهد السياسي تعقيداً، وخلّفت أزمة ثقة في القيادة السياسية المهتزة أصلاً، وأجبر العديد من حلفاء إسرائيل على التفكير مجدداً بضرورة إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية، والتي تقوم على إقامة دولة فلسطينية على أراضي 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وبغير ذلك ستبقى المنطقة في صراع دائم.

وأردف أن مئات القتلى وآلاف الجرحى والمفقودين من الإسرائيليين، وخسائر اقتصادية باهظة تضاف للخسائر العسكرية والمعنوية التي تكبدتها إسرائيل جراء عملية (طوفان الأقصى) كما سمتها المقاومة الفلسطينية تعتبر سابقة في تاريخ إسرائيل، والتي كانت تجد غطاءً دولياً لأفعالها واعتداءاتها المتكررة على الفلسطينيين، والذين قدموا آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين عبر تاريخ الصراع الطويل.

ولفت إلى أن التعاطف الدولي مع إسرائيل سيكون خجولاً هذه المرة والعالم اليوم يريد حلاً للقضية الفلسطينية، والمنطقة العربية اليوم بحاجة للسلام والاستقرار أكثر من أي وقت مضى والظروف مهيأة لذلك.