السعايدة يكتب: ماذا ننتظر؟!
راكان السعايدة
مرة أخرى.. بالأمس صرح وزير اتصالات الاحتلال الاسرائيلي شلومو كرعي: أن "ضفتي نهر الأردن جزء من أرض إسرائيل".
قبل ذلك بعشرة أيام تقريبا قال رئيس الوزراء "إسرائيل" بنيامين نتنياهو: أنه في "مهمة تاريخية وروحية" (...) وأنه يؤيد رؤية "إسرائيل كبرى" تضم الضفة الغربية وجزءًا من الأردن ولبنان وسوريا ومصر.
والاخطر ما قاله وزير الطاقة إيلي كوهين: صفقات الغاز تجعل مصر والأردن مرتبطتين بنا، وبلغة بسيطة نحن نمسك القاطع.
ولنبني صورة أوسع للمشهد دعونا نضيف الى هذه التصريحات خطوات عملية من وزن إنشاء فرقة عسكرية باسم فرقة "جلعاد" على حدود الأردن (...) والتواجد العسكري والاستخباري الصهيوني على مقربة من حدودنا مع سوريا (...) والاستيطان في الضفة الغربية.
كل هذا، بطبيعة الحال، محمول، صهيونيا، على أدبيات سياسية ودينية تعتبر المحرك الأساس لمجتمع صهيوني يزحف بسرعة شديدة نحو اليمين المتطرف.
نعود لسؤال، ماذا ننتظر..؟!
ما ننتظره خطوات سياسية وإجراءات عملية تحسبا للتهديد الصهيوني المتصاعد بالتصريحات والخطوات العملية.
وأن يتوقف البعض عن تسطيح وتسخيف التهديدات والتقليل من أهميتها وخطورتها وأيضا جديتها.
هذا الكيان يجد ان الفرصة الراهنة لن تتكرر وهو ماض في مشروعه ولا يلقي بالا لمواقف العالم كله طالما أميركا تسنده، بل ساسة الكيان واثقون من قدرتهم على إعادة إنتاج علاقاتهم مع العالم كله بعد إتمام المهمة.
أي الكيان يريد الاستثمار في الواقع الراهن واقتناص هذا الواقع كفرصة لا مثيل لها، وهي كذلك فعلا طالما يستطيع ان يدير التفاصيل وفقا لرغباته ومخططاته.
وعندما نسأل: ماذا ننتظر.. ؟! لا نسأله عبثا او فذلكة، نسأله لأن الكيان يخلق وقائع على الأرض ويعززها بصورة دائمة، نحن في الاردن والعالم العربي عموما نرد بقوة على تصريحاتهم السياسية والاعلامية بينما لا شيء يفعل ردا على إجراءاته العملية الميدانية.
نعلم جيدا ان الاردن مكشوف الظهر من العالمين العربي والإسلامي وأنه لا يستطيع ان يراهن عليهما كما ينبغي لكن ذلك لا يعني ابدا إن نستسلم لهذا الواقع.
بل لا بد ان يكون هذا الواقع سببا في تصميم استراتيجية وطنية شاملة للمجابهة تبدأ من الداخل ببناء جبهة وطنية نوفر لها كل أسباب القوية والصلاية والتماسك.
أيضا، تنويع علاقاتنا الخارجية سياسيا وتسليحا، والتحدث صراحة بخيار إعادة النظر باتفاقية وادي عربة وكل تبعاتها السياسية والاقتصادية، وعلى رأسها الغاز والمياه.
علينا ان نفعل كل ما يمكن ان فعله لايصال رسائل قوية للكيان لردعه، وإن كان أهم وأول خطوات الردع إفشال مخططاته في الضفة الغربية وقطاع غزة ..
لماذا لا نفكر نحن ومصر في جعل غزة والضفة الغربية مقبرة المشروع الصهيوني.. الأوان لم يفت بعد، لكن إن فات علينا ان نستعد للأسوأ..