الرواشدة يكتب: مشروع دولة الكرامة

 

حسين الرواشدة 

يحتاج الأردنيون، اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لاستحضار الكرامة المعركة، بكل من نفخ فيها الروح: بسالة الجندية، وشجاعة المزارع ، وعزة النشميات الأردنيات، يحتاجون، أيضا، لتذكير الذين يحتشدون في الشارع ، او يتربعون على مقاعد المسؤولية : هذا الأردن لم يكن يوماً من الأيام “بازارا” للمزايدات والاستعراضات، ولا سوقا لمن كسب وهرب، على ثراه مرت قوافل فتوحات الكرامة، وسجد الفاتحون من الصحابة والتابعين سجدتهم الأخيرة. 
من تحت ركام الإحساس بالعجز واليأس، ووطأة النكبات والنكسات والخيبات، خرج الأردنيون، آنذاك، ليسجلوا أول انتصار على العدو المتغطرس، وأهم انتصار للذات العربية، كانت الكرامة إيذانا بانطلاق حالة جديدة من الوعي لدي الأردنيين، وهم اليوم يحتاجونها أكثر، لولادة مشروع دولة الكرامة، فنحن لم ننتصر في الكرامة لأننا الأكثر عددا أو عدة، وإنما لأننا الأقوى حقا وإرادة، والأقدر على فهم ما يربطنا بالأرض والشرف، ولأننا توحدنا، الرأس مع الجسد، والشعب مع قيادته، والفكر مع السلاح، وبوسعنا دائما أن ننتصر، وسننتصر إن شاء الله.