لماذا لم يطلق حزب الله صواريخه الأكثر تطورا حتى الآن؟

{title}
أخبار الأردن -

 

قالت صحيفة "تلغراف" البريطانية إن حزب الله يعد القوة القتالية غير الحكومية الأقوى في العالم، حيث تفوق قدراته العسكرية على جيوش العديد من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان نفسه. وذكرت الصحيفة أن ترسانة الحزب تشمل صواريخ موجهة قادرة على استهداف أي مدينة إسرائيلية، لكن رد الحزب على الاستفزازات الإسرائيلية كان حتى الآن فاترًا إلى حد ما.

وأشار تقرير أدريان بلومفيلد من بيروت إلى تحذيرات زعيم حزب الله، حسن نصر الله، لإسرائيل من أن أي غارات جوية على معاقله في جنوب بيروت ستقابل بوابل من الضربات الصاروخية على تل أبيب. ومع ذلك، تظهر القيادة الإيرانية ترددًا في تصعيد الصراع، ربما خوفًا من أن يجر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الولايات المتحدة إلى المعركة.

وذكّر المراسل بأن إسرائيل قصفت العاصمة اللبنانية مرتين في الشهرين الماضيين، مما أسفر عن مقتل عدد من قادة نصر الله العسكريين. كما أشار إلى أن الحزب تعرض لهجمات منسقة على أجهزة الاتصال اللاسلكي، مما أسفر عن إصابة الآلاف من أفراده. بعد تلك الهجمات، أطلق حزب الله أعنف وابل من الصواريخ عبر الحدود، معلنًا أنه دخل في "معركة حساب مفتوحة" مع إسرائيل.

ومع ذلك، لم يستهدف الحزب عمدًا المراكز السكانية الإسرائيلية، كما لم ينشر أسلحته الأكثر تطورًا. هنا يتساءل الكاتب عن أسباب هذا الخجل، ليشير إلى أن إيران تعمل على كبح جماح الحزب، نظرًا لأنها تعتبره بوليصة تأمين في حال هجوم إسرائيل على برنامجها النووي. وبحسب المراسل، فإن أي زيادة في عدد الصواريخ التي يطلقها حزب الله قد تضعف قوة الردع الإيرانية.

ويعزو الكاتب أيضًا تردد قيادة الحزب في استخدام ترسانته المتقدمة إلى اعتبارات خاصة به، مثل الرأي العام المحلي والقلق من الوقوع في فخ إسرائيلي.

رغم أن ترسانة حزب الله اليوم أكثر قوة من تلك التي كانت لديه في عام 2006 خلال حربه مع إسرائيل، إلا أن المعلق اللبناني قاسم قصير، المرتبط بعلاقات وثيقة مع الحزب، يرى أن استراتيجية حزب الله تفضل مواجهة استنزافية طويلة الأمد لإضعاف إسرائيل بدلاً من تصعيد الصراع بشكل مباشر.

هذا التحليل يعكس تعقيدات المشهد العسكري والسياسي في المنطقة، ويشير إلى أن القرارات التي يتخذها حزب الله تتأثر بعوامل محلية وإقليمية، تضعه في موقف حذر رغم القوة الكبيرة التي يمتلكها.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير