نظام التعليم الجديد في الأردن: بين التحديات والفرص
بقلم: م. رائد الصعوب
في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم في مجالات التعليم والتكنولوجيا، تسعى الأردن لتحديث نظامها التعليمي ليواكب هذه التطورات. يبرز هنا النظام الجديد للثانوية العامة كخطوة جريئة تهدف إلى تحسين تجربة الطلاب وتخفيف الضغط النفسي عنهم. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة لم تمر دون جدل، حيث أثارت انتقادات من حملة "ذبحتونا" التي سلطت الضوء على بعض الثغرات المحتملة في النظام الجديد.
التحديات المطروحة
يشير الخبير التربوي الدكتور محمد أبو عمارة إلى أن النظام الحالي للثانوية العامة يتسبب في حالة من الرعب وعدم الاستقرار للطلاب وأسرهم، حيث يتم ربط مستقبل الطالب بامتحان واحد مدته ساعتين. النظام الجديد يسعى لتغيير هذا الوضع من خلال تقسيم المواد الدراسية على مدى عامين، ما يتيح للطلاب فرصة اختيار تخصصاتهم من الصف التاسع وإعادة الامتحانات في حال الفشل في أي مادة.
ولكن حملة "ذبحتونا" ترى أن النظام الجديد، برغم نواياه الحسنة، قد يؤدي إلى ارتباك في المناهج ويعاني من ثغرات تتعلق بأسس القبول الجامعي. كما يشيرون إلى أن تقليص مدة دراسة بعض المواد مثل اللغة العربية والتربية الإسلامية واللغة الإنجليزية وتاريخ الأردن قد يؤثر سلباً على مستوى التعليم، خاصة في ظل تراجع مستوى اللغة الإنجليزية في الأردن حسب اختبارات دولية.
الحلول المقترحة
للجمع بين تطوير النظام التعليمي في الأردن وتلبية مطالبات "ذبحتونا"، أقترح الحلول التالية:
1. *تدريب مكثف للمعلمين*: لضمان استعداد المعلمين لتطبيق النظام الجديد بكفاءة، يجب توفير دورات تدريبية شاملة ومستدامة.
2. *تقييم تجريبي للنظام الجديد*: يمكن تنفيذ النظام بشكل تجريبي في بعض المدارس لتحديد الثغرات ومعالجتها قبل التطبيق الكامل.
3. *إعادة النظر في المواد الثقافية*: يجب مراجعة توزيع المواد الثقافية وضمان عدم تقليص المحتوى بشكل يضر بجودة التعليم، مع تحسين محتوى المناهج التعليمية وخاصة في اللغة الإنجليزية.
4. *إشراك المجتمع التعليمي*: يجب إشراك خبراء التربية والتعليم وأولياء الأمور والطلاب في عملية تطوير النظام لضمان قبولهم ودعمهم.
5. *اختبارات القدرات*: تطبيق اختبارات القدرات بشكل جاد لتوجيه الطلاب نحو التخصصات المناسبة لهم منذ الصف التاسع، مع توفير دعم وإرشاد كافيين لهم ولأسرهم.
6. *متابعة الأداء والتطوير المستمر*: إنشاء لجنة مستقلة لمتابعة أداء النظام الجديد وتقديم توصيات مستمرة للتحسين، بما يضمن مرونة النظام وقدرته على التكيف مع التغيرات العالمية في أساليب التعليم.
الخاتمة
إن تحديث نظام التعليم في الأردن هو خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تحسين جودة التعليم وتخفيف الضغط النفسي على الطلاب وأسرهم. ومع ذلك، يجب أن يتم هذا التحديث بطريقة مدروسة وشاملة تضمن معالجة جميع الثغرات المحتملة والاستفادة من التجارب العالمية. من خلال تبني هذه الحلول التوافقية، يمكننا تحقيق توازن بين تطوير النظام التعليمي وتلبية تطلعات المجتمع التعليمي، مما يسهم في بناء مستقبل مشرق لأجيالنا القادمة.