رأي في مقابلة ولي العهد ...

{title}
أخبار الأردن -

إبراهيم أبو حويله

النقطة الأساسية التي نادى بها الملك وولي العهد حفظهما الله ، هي التشاركية والسعي الجاد لخلق حالة من الفاعلية تتكامل فيها القطاعات جميعا ، وتعمل مع بعضها للخروج من الأزمة. 

وكما أشار ولي العهد في لقائه المشكلة هي إقتصادية ، فلن ينخرط شاب في الحياة العامة أو الحزبية وهو لا يجد وظيفة كريمة،  أو  حياة كريمة. 

ولكن الحكومة تصر على غياب أو تغييب هذه النقطة لتنفرد بالقرار من جهة ، او أنها لا تريد أن تحقق مفهوم التشاركية لأنه قد يلزمها بأعباء إضافية وهي لا تسعى لذلك .

حيث تفاجئنا مثلا بتغيير نظام إجراءات ترخيص المدارس الخاصة بدون مراعاة أو تشاركية أو السعي لتحقيق نظرة صاحب الجلالة وولي عهده حفظهما الله ، حيث لا يمكن بحال بقاء الطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع القطاع الخاص والخروج من الأزمة، لا بد من التشاركية ، وانخراط الجميع في البعد والفكرة والنظرة الإصلاحية ، وهذا للأسف ينعكس غالبا على كل القطاعات .

التحديات كبيرة والمطلوب كبير ، نعم نحن كأردنيون نصطف معا كما قال ولي العهد حفظه الله في التحديات والأمور الكبيرة،  ويخرج الواحد منّا عن جهده وطاقته في سبيل وطنه ، وهذا ما ساهم في الحفاظ لا بل التطور والتقدم في كثير من المجالات .

بظني الشخصي الحل لن يكون حكوميا بشكل كامل ،  وإذا أردنا أن نسعى للحل علينا كشعوب تعزيز قدرة الحكومة التنافسية على المستوى الاقتصادي و الإجتماعي والعلمي والابتكار والريادة .

طبعا لا بد من خلق حالة مختلفة من التعاون والتكامل بين القطاع الخاص والشعبي والحزبي والحكومي ، هذه القطاعات يجب أن تجد توليفة للعمل معا ، وليس ضد بعضها البعض .

موظف القطاع العام من الرأس إلى أصغر موظف فيها ملتزم بمجموعة كبيرة من الضوابط ، ولا اخفي سرا اذا قلت انها أكبر من ان تعطيه مجالا للحركة،  فهو مضطر لتأمين كافة المتطلبات وعلى كافة الاصعدة ، وعليه ضغوط خارجية وداخلية ومن الأعلى ومن الأسفل،  وأنا شخصيا لا احسده على هذا الوضع الذي هو فيه وهذا أشار إليه ولي العهد صراحة .

طبعا لا أقول بأنه ليس هناك أخطاء أو تجاوزات أو فساد وليس هناك إنجازات ولكن هذه وهذه تحتاج إلى قياس ومراقبة ومحاسبة وتعزيز .

وكمان اشار أيضا  بأن موارد الدولة محدودة ونحن ملتزمون بجملة من الاتفاقيات والاشتراطات الدولية ، ومن يظن أننا نمتلك القوة للتملص منها أو تجاوزها اظن ان عليه أن يعيد قراءة الواقع جيدا  .

نعم هناك محاولات ترعاها الحكومة والديوان وجهات أخرى لحل هذه الأزمات  ، ولكن إذا لم يكن هناك زخم حقيقي في هذه المحاولات لتحقق انجازا فلن تكون هناك نتائج .

ولذلك أقول بأننا اذا لم نتحرك جميعا وكل بما يستطيع ، وتوظيف القوى والتحالفات،  وخلق الفرص واستغلال الظروف ، والبحث عن نقاط الالتقاء وتقليل الفجوات ونقاط الاختلاف ، فلن نحقق شيئا .

نحن نملك الكثير ولكن دون توظيف الكثير والكثير الكثير ، فإن الطريق سيكون طويلا وطويلا جدا ...

مقابلة ممتعة وغنية وواقعية،  ونظرة أمل وطموح للمستقبل،  شكرا ولي العهد المحترم على هذه الصراحة والوعي والفكر على المستوى المحلي والعربي والدولي. 

إحترامي...

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير