هذا ما سيحصل لأبنائنا بعد الانتخابات النيابية..

{title}
أخبار الأردن -

محمود الدباس

لست عرَّاف ولا اضرب بالمندل ولا افتح بالفنجان.. ولكن بتطبيق بعض نظريات علم الاجتماع.. وبنظرة منطقية لما يحدث اثناء المعركة الانتخابية -كما يُطلق عليها- نستطيع ان نستشرف القادم..

- فعندما يُطلق المرشح الوعود الكثيرة.. ويتشدق بأن يحقق مقولة دولة الرئيس "القادم اجمل" على ارض الواقع.. ولا يكترث لمدى فهمنا وعمق معرفتنا به وبإمكانياته.. وحفظنا لما قام به حينما كان نائبا (إن كان ممن استنوبوا سابقاً)..
- وعندما ينجح المرشح عن طريق حزب.. كان قد اشترى مقعدا متقدما على سلم ترتيب القوائم في ذلك الحزب..
- وعندما ينجح النائب بعد ان اشترى ذمم بعض الناخبين بماله الاسود النتن.. حتى وان كان على هيئة مساعدات مادية او عينية..
- وعندما جَرَّ ولي الامر ابنائه -وهم يعلمون- الى الصندوق لينتخبوا مَن دفع له ثمن صوته واصوات عائلته.. او كان ذلك استجابة لنداء التعصب لقرابة لا يستحق..

وفي المقابل..
- عندما يرى الابناء ثبات الآباء على مبدأ انتخاب الأحق والأفضل وصاحب العلم والدراية والثابت على المبادئ..
- وعندما يعلن الآباء لأبنائهم ان لهم حرية الاختيار لمن يروه قادراً على حمل الهم الوطني.. ويطالب للمصلحة العامة.. مع توجيههم بالحجة للاشخاص الاصلح..
- وعندما يشجع الآباء الابناء للذهاب الى الصناديق لممارسة حقهم بكل شموخ وكبرياء.. غير منقادين كالأنعام.. حتى وإن ظنوا انهم سيؤون.. فليختاروا اقلهم سوءاً..

حينها سيخرج لنا جيلآن مختلفان..
- الاول تربى وترعرع على الانقياد الاعمى والفساد وحب الذات واكل حق الغير.. والغاية عنده تبرر الوسيلة.. فيستسيغ ويسهل عليه بيع نفسه وعرضه وشرفه ومبادئه وقيمه ووطنه مقابل مَن يدفع له الثمن.. فلن يعرف حقا للاخرين.. ولن يعرف شيئا عن حب الوطن والدفاع عنه.. وسيكون الثغرة التي ينفذ منها الاعداء دون عناء..
- والثاني هم من تعلموا وشربوا العزة والكرامة والكبرياء.. وهم الذين سيُعَوَل عليهم حمل الوطن الى الرقي والتقدم.. وهم الذين سيدافعون عن الارض والعرض.. وهم الذين يلبون النداء اذا ما جد الجد..

في الختام اوجه هذه الرسائل.. لعلها تصيب ضمائر الاردنيين..

- رسالتي الأولى الى أولياء الأمور.. إختر لأبنائك اي الصنفين تريدهم ان ينشأوا فيه.. ولا تنظر لمبلغ لا يكاد يساوي أجرة حمار في اليوم.. وتتلذ فيه يوما او بضع ساعات.. وكما نعلم جميعا.. تموت الحرة ولا تأكل بثدييها.. فكونوا احرارا نشامى..
- ورسالتي الثانية الى المرشحين.. وأنتم يا من تنادون برفعة الوطن.. والحفاظ على الارض والعرض.. وتريدون ان تكونوا مشاعل نور وحق ومدافين عن المواطن وحقوقه.. والمشرعين الأمناء.. والساعين الى تحقيف الحلم الجميل لابناء الوطن.. فهل ما يقوم به بعض المرشحين مِن طرق غير سوية.. وشراء للذمم.. ووعود يعلمون علم اليقين انها حبر على ورق.. واستغلالهم لأحلام الناخبين.. فهل هذا هو الذي سيرضي ضمائرهم؟!.. ويجعلهم ينامون ليلهم الطويل هانئين بما فعلوا؟!.. ويجعلهم مطمئنين لمقابلة رب عليم بما قدموا.. ولا تخفى عليه خافية؟!..
- ورسالتي الثالثة الى الدولة الاردنية بشكل عام.. هلّا وضعتم مستقبل الأجيال نصب أعينكم؟!.. وفعلتم كل ما في وسعكم بأمانة وحزم للحفاظ على الأجيال القادمة من التلوث والانحلال واستساغة بيع الارض والعرض؟!.. ودفعتم بكل طاقاتكم لإخراج جيل يرضع العزة والأنفة وحب الوطن.. جراء مشاهدة منعكم والضرب بيد من حديد كل مَن تُسَوِّل له نفسه شراء الذمم.. ومنع حتى اولياء الأمور من الانجرار خلفهم.. ومعاقبتهم ان ثبت عليهم ذلك؟!..

خلاصة القول..
إن كان في ممارستنا وابنائنا لحقنا الدستوري بالطرق النظيفة والتنافس الشريف.. والسعي الدؤوب لاختيار الأفضل.. هو فقط ان نخرج جيلا يعلم حقوقه وواجباته بشكل سليم.. فهذا يكفينا.. في هذه المرحلة من بناء الثقة في انفسنا ومستقبل الوطن..

فما بالنا إن استطعنا تقديم نُوَّاباً ليسوا نُوَّاماً.. وكانت لهم رؤيا وطنية وبصيرة ثاقبة.. واستطاعوا ممارسة حقوقهم الدستورية الرقابية والتشريعية بشكلها الصحيح؟!..
اعتقد جازما ان ذلك ليس بالمستحيل ولا البعيد على الاردنيين..

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير