أمريكا تمزح
أقر مجلس النواب الأمريكي أكبر رزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل، ورغم الضجة الكبرى التي سبقت هذه الرزمة، والمساجلات التي جرت بين الديموقراطيين والجمهوريين حولها، إلا أن إقرارها أخيراً كان متوقعاً.
وفي ظل هذا الكم الهائل من المليارات والأكثر منها من السياسات، كدعم الحرب الإسرائيلية على غزة وتغطيتها بالفيتو.. أحبت أمريكا العظمى راعية حقوق الانسان في القرنين العشرين والحادي والعشرين أن "تمزح" مع الفلسطينيين بتسريب خبر عن معاقبة كتيبة إسرائيلية بتهمة مخالفتها لحقوق الانسان في الضفة، وفي تحديد لمستوى العقوبات التي يجري الحديث عنها.. يقال إن أمريكا سوف تستثني هذه الكتيبة من المساعدات العسكرية التي تقدمها لإسرائيل، وتمتنع عن اشراكها في المناورات التي تجريها دورياً مع الجيش الإسرائيلي.
ورغم السذاجة والتفاهة المفرطة لهذه المزحة، إلا أنها لم ترق لنتنياهو الذي رحب بالمليارات إلا أنه وصف أمريكا بالانحطاط الأخلاقي لمجرد اقترابها من كتيبة إسرائيلية ولو لمجرد المزاح.
أمريكا التي تخالف العالم كله وتتبنى الحروب الإسرائيلية وخصوصاً على الفلسطينيين، ألغت وبصورة نهائية مقولة أن إسرائيل تدافع عن نفسها لتحل محلها مقولة مغايرة أن أمريكا تضحي بنفسها وبكل حلفائها في الدفاع عن إسرائيل ظالمة أو ظالمة.
لا نعتذر عن استخدام مفردة السذاجة والتفاهة في وصف هذه المزحة، لأن أمريكا العظمى اعتبرت قتل شعب ومصادرة حقه الإنساني والسياسي والأخلاقي في غزة والضفة مجرد مخالفة طفيفة فعلتها كتيبة واحدة تعاقب بلفت نظر!! –( رأي مسار)