حتى لا نكون من المنافقين

{title}
أخبار الأردن -

بلال حسن التل

ها نحن في الساعات الأخيرة من شهر رمضان، شهر الصيام والقيام، لا جعله الله آخر العهد بينا وبين رمضان، الذي لا مفر لنا من وداعه كزمان وتوقيت وأيام معدودات، غير إننا قادرون على الاحتفاظ به على مدار العام كقيم وسلوك وعبادات. لأننا لو فعلنا ذلك لانكشف نفاق الكثيرين منا، من الذين يصومون ويتصدقون في رمضان حتى إذا غادرنا رمضان تركوا الصلاة ومنعوا الصدقات. فلا يترك الصلاة من كان يصلي في رمضان. ولا يتوقف المحسن عن إحسانه بعد رمضان. ولنحتفظ جميعا بروح رمضان ومقاصده كعبادة.

 

فرمضان ليس هو شهر الامتناع عن الطعام من بزوغ الفجر إلى غياب الشمس، لكنه شهر الامتناع عن شهوات النفس كلها، كالغيبة والنميمة وكلمة السوء والكذب والنفاق وأذى الغير.

 

بل يمكننا الاستمرار بعد رمضان بممارسة معنى وهدف الامتناع عن الطعام والشراب في نهار رمضان، وهو الاحساس بالجياع والعطشى من فقراء الناس ومساكينهم. فتستمر الصدقات بعد رمضان ففعل الخير بالصدقات والتقرب إلى الله ليس مقتصرا على رمضان، بل أن المسلم مدعو لممرستهما طوال العام وكل أعوام عمره.

 

ولئن رمضان في تاريخنا هو شهر الانتصارات الحاسمة والفتوحات الكبرى، ففي رمضان كانت بدر الكبرى، وفيه فتحت مكة وفيه كانت القادسية، وحطين وعين جالوت وفي رمضان كان فتح الاندلس، فرمضان في تاريخنا ليس شهرا للكسل والخمول ولاشهر للترف والتسلية لكنه شهر الجاهدين الأكبر بمجاهدة النفس، والاصغر بمحاهدة العدو، وهي معان قادرون على استلهامها وممارستها طوال العام بأن نجهد في بناء جيل المقاومة والنصر، بان نزرع في نفوس أبنائنا وبناتنا روح العزة والانفة التي يجب ان يتمتع بها المؤمن، وكل عام وأمتنا وبلدنا وجميعكم بخير.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير