الاخبار العاجلة
قلّ لي ماذا تريدني ان اقول

قلّ لي ماذا تريدني ان اقول

محمود الدباس 

في بلدان القمع.. وعندما يتم الاشتباه بشخص انه فعل شيء من الممنوعات او المحظورات.. ومع كثرة الضرب والتنكيل به.. وهو لا يعلم لماذا تم سحبه والتحقيف معه.. فتجده يقول لهم من شدة التعذيب والألم.. "انتو احكولي شو بدكم احكي.. وانا جاهز.. بس خفوا عليّ شوي"..

لتسارع الاحداث.. وتغيُّر المفاهيم.. وتلون الوجوه.. واختلاط الامور على الكثيرين.. وضحالة وسطحبة كثير منا نتيجة التعامل مع وسائل نشر الثقافة الرقمية التي يقودها في الكثير من الاحيان مؤثرون تافهون سطحيون باحثون عن الشهرة وتقديم ما يريد سماعه المتلقون..
 
فتجد ان كثيرا ممن نتعامل معهم في حياتنا.. ولكثرة الضغوط المادية والنفسية والاجتماعية عليهم..
 
اصبحنا لا نعلم ماذا نقول لهم او ما هو الموضوع الذي سيتقبلونه.. او الى ماذا يرمون في حديثهم او تساؤلاتهم..
 
حتى وإن قاموا بسؤالي بشكل مباشر عن موضوع ما.. فقد أقف حائرا بماذا أجيبهم.. لانني قد افتقد العلاقة مع ذلك السائل -وقد افتقدتها مع كثير من العزيزين- لانني لم أجِب حسب هواهم.. وما يرضيهم.. وما يريدون سماعه.. وما يدغدغ عواطفهم..
 
حتى في الاستشارات باي منحى من مناحي الحياة.. فتجدهم يبدأون حديثهم بقولهم.. لانك صاحب فكر ودراية وخبرة في الحياة ولا تجامل احدا في قول الحقيقة.. نريد رأيك في امر لا نعرف اي الطريقين نسلك.. وحين تبدأ بالاجابة حسب خبرتك وفهمك.. تجدهم يقاطعونك ويدسون بعض الكلمات لحرف حديثك للطريق الاخر.. وحين تصر على رأيك.. تجدهم ينهون الحديث او المكالمة بجيناك من شان تساعدنا.. طلعت بدك تعقدها.. ومنهم من يقولها ببساطة.. بدك تمشينا على هواك؟!.. ونسوا انهم هم طالبوا الاستشارة..
 
فمن مفهوم "المساعدة" و "تمشينا على هواك" للسائلين.. تجد انهم لا يريدون رأينا.. بل هم يريدوننا ان نوافقهم على رأيهم..
 
من هنا.. ولان الكثيرين لا يستطيعون ضبط اعصابهم في هكذا حالات.. ولا الفصل والتفريق بين المواقف والاشخاص.. وحتى لا نخسر علاقاتنا ببعض.. اقول..
 
بالله عليكم.. قولوا لنا ماذا تريدوننا ان نقول..
 
وسلامتكم..
 

تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).