الملك.. خلق ظروف التهجير مرفوض وعلى العالم إدانته
الدكتور راكز الزعارير
أكد الملك عبدالله الثاني على أن تهجير الفلسطينيين من بلادهم في غزة والضفة الغربية خط أحمر و مرفوض بكل أشكاله، كما يؤكد جلالته ي كل لقاءاته المحلية والإقليمية والدولية رفضه القاطع لكل أنواع التهجير للفلسطينيين من وطنهم.
الملك أعاد التأكيد على اهمية وعدم تجاوز هذا الخطر مرة اخرى، خلال لقاء القمة في عمان مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس بتاريخ ٢٠٢٣/١٢/٥.
التأكيد المستمر من الملك والتحذير للمجتمع الدولي يأتي من باب تأكد جلالته من أن التهجير للفلسطينيين من قبل إسرائيل هدف استراتيجي تعمل حكومات التطرف فيها على الوصول إليه وتحقيقه في نهاية المطاف كنتيجة للحرب على غزة، وأن تهاون وتقاعس المجتمع الدولي من الوقوف مبكراً بحزم وصلابة أمام السياسات الإسرائيلية العسكرية في غزة، والاستيطانية في الضفة الغربية سيسهل على حكومة التطرف تحقيق هدف التهجير بوسائل متعددة، وتحت مسميات مختلفة، منها التهجير الاختياري صورياً والقسري حقيقياً، ذلك بعد أن تكون إسرائيل قد خلقت ظروفاً مأسوية تتعذر الحياة معها في غزة، وتدفع بالمواطنين الغزيين إلى الهجرة، وربما نفس الحال يتكرر لاحقاً في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس.
المهم في هذا التأكيد من جلالته أنه يقرأ مخاطر المستقبل بطريقة مختلفة ومتميزة، وأن خلق ظروف داخل غزة تجبر أهلها على الهجرة الطوعية أمر مرفوض أيضاً ويجب إدانته والوقوف ضده من المجتمع الدولي.
ما يحذر منه الملك أن الحرب الظالمة على غزة والإبادة التي تتعرض لها، وحرق مختلف سبل الحياة فيها باتت طاردة للحياة البشرية، وهي بالتالي هدف إسرائيلي ستدفع المواطنين الفلسطينيين في النهاية إلى البحث عن ملاذات أمنة خارج القطاع.
هذا الأمر بصورته الشكلية ليس تهجراً قسرياً مام الرأي العام العالمي والإعلام الدولي الذي يؤكد على رفض «التهجير القسري»، ويتم الترويج السياسي له على أنه يأتي لظروف إنسانية يختارها مواطني غزة بمحض إرادتهم.
ما يحذر وينبه إليه الملك، أن هذا الأمر هو عملية اجبار للفلسطينيين على الاختيار بالهجرة والمغادرة الطوعية، ولا يختلف عن التهجير القسري، وذلك بسبب الظروف التي تتعمد إسرائيل خلقها من عمليتها العسكرية في غزة، وهي سياسة أرض محروقة، ترفض ولا تقبل الحياة البشرية في بيئتها.
إنها كالهجرة القصرية ولكن بغطاء خلقته الحرب، وهي جريمة إنسانية لأنها تجبر شعباً على ترك أرضه رغماً عنه، وإجبار له على خيار واحد، وهو ترك أرضه وبلده والهجرة خارجها للبقاء على قيد الحياة، وتوفير أساسيات الحياة المفقودة لأسرته في خارج غزة.
يشار هنا أن قبرص هي إحدى الدول المجاورة والمقصودة كهدف لاستقبال مهجرين فلسطينيين حسب التصورات الإسرائيلية، وأن الرئيس القبرصي نيكوس يشارك جلالة الملك مخاوفه ومواقفه تجاه تهجير الفلسطينيين، وأن ذلك مرفوض جملةً وتفصيلاً.
ما يبعث على الفخار هنا، أن الفلسطينيين متشبثون بأرضهم مهما بلغت التضحيات، ويشاركون جلالة الملك مواقفه الصلبة ولاءاته الثلاثة ودعمه اللامحدود ومبادئه السياسية العظيمة التي ستعيد للشعب الفلسطيني حقوقه على أرضه عاجلاً أو آجلاً.