منذ بداية العام.. 12 اعتداء على أطباء وممرضين في عمّان
ما تزال قضية الاعتداء على الكوادر الصحية موجودة على الرغم من تراجعها قياسا بالسنوات الماضية.
وفي هذا السياق، أكد نائب نقيب الممرضين محمد الخرابشة أنه في عام 2023 ولغاية أواخر الشهر الماضي، كانت هناك 5 حالات اعتداء على ممرضين وصلت للنقابة وفي عام 2022 وصلت 4 حالات أيضا.
وأكد الخرابشة أنه في الأقسام الداخلية وطوابق المستشفيات فإن هناك ممرضا واحدا لكل 7 مرضى، وفي العناية المركزة فإن النسبة هي ممرض واحد لكل مريضين اثنين.
وأوضح أنه في أقسام الطوارئ، فإن هناك تصنيفا للمرضى بين طارئة أو غير طارئة، وبالتالي فإن النسبة المقدرة هي ممرض واحد لكل 5 مرضى.
وقال الخرابشة إن الحالات التي تم الاعتداء عليها منذ بداية عام 2023، تواصلت مع مجلس النقابة وتم اتخاذ الإجراءات المناسبة، مبينا أن الأهم من قبل المجلس هو ألا يكتب في المحضر الأمني أن الواقعة هي "مشاجرة" لأن ذلك يسقط حقه القانوني.
وأوضح أنه يجب أن تدون الواقعة على أنها اعتداء على موظف أثناء قيامه بواجبه المهني، منوها إلى أن القانون واضح في هذا الموضوع سواء في قطاع الصحة وأي قطاع آخر.
وأشار نائب نقيب الممرضين إلى أن الحالات التي تسجل لدى النقابة "يتم السير بها قانونيا وتسير في المحاكم ضمن جلسات ومتابعة مستمرة".
ولفت إلى أن الأرقام باتت في انخفاض، فمن 80 حالة اعتداء العام 2018 إلى 5 حالات في 2023، لافتا إلى أن المأمول الوصول إلى "صفر" حالات اعتداء.
وأكد الخرابشة أن عدد أعضاء الهيئة العامة في النقابة وصل إلى ما يقارب من 34 ألف ممرض وممرضة، منهم 7 آلاف في القطاع الخاص و11 ألفا في القطاع العام كما أن هناك الآلاف من الممرضين العاملين في الخارج.
وشدد على ضرورة تغليظ عقوبات المعتدين على الكوادر الصحية.
وأضاف الخرابشة: "مثلما يتم تغليظ العقوبات على مخالفات السير، فإن الاعتداء على الموظف أثناء عمله في المستشفى يجب أن يكون عقابه رادعا".
وفي مساء الثلاثاء الماضي، أصيب ممرض يعمل في طوارئ مستشفى الأمير حمزة بجروح في الوجه، إثر اعتداء وقع عليه من قبل مرافق أحد المرضى. وتعليقا على ذلك، قال مدير المستشفى الدكتور كفاح أبو طربوش، إن الاعتداء جاء على إثر اعتقاد مرافق المريض أن الحالة التي معه تستدعي التدخل الفوري، ونظرا لانشغال الطبيب ما أثار غضبه وبدأ بالعنف ضد الكادر التمريضي.
وأوضح أبو طربوش أن الممرض المعتدى عليه أصيب بجرح سطحي بالوجه وأن حالته الصحية متوسطة، حيث تم تقديم شكوى رسمية للأجهزة الأمنية.
وفي نقابة الأطباء، تم تسجيل 7 حوادث اعتداء على أطباء في العاصمة عمان تم التعامل معها قانونيا، وفق عضو مجلس نقابة الأطباء الدكتورة مها فاخوري.
وأكدت فاخوري أن عددا مماثلا من الاعتداءات وقع على أطباء في باقي المحافظات منذ مطلع العام الحالي.
وأشارت إلى أن هناك أسبابا عدة لهذه الظاهرة منها الضغوط المعيشية التي يتعرض له المواطنون وأقرباء المرضى، بالإضافة إلى أن معظم الاعتداءات تكون في أقسام الطوارئ.
وبينت أنه مما لا يعرف أن قسم الطوارئ في مستشفيات القطاع العام أو الخاص، هي بؤر ساخنة للعنف في بعض الأحيان، خصوصا وأن المرضى الذين يدخلون الطوارئ هم في كثير من الأحيان يعانون من أعراض طارئة.
وأوضحت فاخوري أنه على ذوي المرضى، تقبل فكرة أن بعض المرضى في الطوارئ قد يعانوا من أمراض لا يمكن علاجها ثم يتوفون، مبينة أن الوفاة بين مرضى الطوارئ هي التي تكون سببا للاعتداءات على الأطباء والممرضين وغيرهم.
وأكدت أن سمة "الانتظار" واردة جدا في أقسام الطوارئ وبالتالي على ذوي المرضى أن يتمتعوا بالصبر خصوصا في ظل إجراءات طبية تكون معتمدة مسبقا في التعامل مع المرضى من صور أشعة وتحاليل مخبرية وغيرها.
ولفتت فاخوري إلى أن الإحباطات التي يعاني منها ذوو المرضى في أقسام الطوارئ يتم تفجيرها في وجه الكوادر الصحية.