أعراض ما بعد استئصال المرارة
تُقدم نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الثلاثاء، معلومات مهمة عن الأعراض التي يعاني منها بعض الأشخاص الذين خضعوا لعملية استئصال المرارة، وهي حالة تُعرف باسم متلازمة ما بعد استئصال المرارة (PCS).
وتضع نشرة المعهد بين يدي القارئ أعراض ما بعد إزالة المرارة، والأسباب المحتملة لها، إضافة إلى طرق تشخيصها، من خلال الفحص والتاريخ الطبي أو التصوير، والعلاجات.
تحدث متلازمة ما بعد استئصال المرارة لدى 5 إلى 40٪ من المرضى. تشير الحالة إلى أعراض المرارة التي تستمر أو تتطور بعد استئصال المرارة، أو إلى الأعراض الأخرى التي تنتج عن استئصال المرارة. عادةً ما يكون لإزالة المرارة (عضو تخزين الصفراء) تأثيرات ضارة قليلة على وظيفة القناة الصفراوية. في حوالي 10 ٪ من المرضى، يبدو أن المغص الصفراوي ناتج عن تشوهات وظيفية أو هيكلية في العضلة العاصرة المعروفة بالإنجليزية باسم (Sphincter of Oddi)، مما يؤدي إلى تغير الضغط الصفراوي أو زيادة الحساسية. بعد استئصال المرارة يصاب بعض المرضى بالإسهال بسبب دخول الأحماض الصفراوية الزائدة إلى القولون. غالبًا ما يتم حل هذا الإسهال تلقائيًا ولكنه قد يتطلب العلاج في بعض الأوقات. في معظم الحالات، لا تكون أعراض متلازمة ما بعد استئصال المرارة شديدة وإما أن تهدأ من تلقاء نفسها أو يتم التحكم فيها جيدًا بالأدوية. ومع ذلك، في بعض الحالات القليلة، تستمر الأعراض أو تزداد حدة بشكل متزايد، ومن الضروري إجراء عملية جراحية أخرى.
الأسباب: أسباب استمرار أعراض مرض المرارة بعد الجراحة ليست واضحة تمامًا. هناك آراء بأن الإسهال قد ينتج عن زيادة المادة الصفراء، ربما بسبب التسرب إلى القولون، حيث قد تعمل كمليّن. عندما تحدث بداية المتلازمة في وقت مبكر في فترة ما بعد الجراحة، فغالبًا ما يكون سببها جراحة غير مكتملة، مما يعني أن بعض الحصوات الصغيرة ما زالت في القناة الكيسية أو القناة الصفراوية. في بعض الأحيان الأخرى، قد تكون الأعراض نتيجة إصابة إحدى القنوات أثناء العملية الجراحية السابقة. سبب شائع أيضاً للأعراض التي تحدث بعد شهور أو حتى سنوات بعد الجراحة هو ضعف العضلة العاصرة، وهي صمام عضلي محيط بمخرج القناة الصفراوية والقناة البنكرياسية إلى الاثني عشر. عادةً ما تُغلَق العضلة العاصرة، ولا تفتح إلا استجابةً لوجبةٍ ما، بحيث يمكن لعصارة الجهاز الهضمي أن تختلط مع الطعام من أجل الهضم. في بعض الحالات، تحدث نوبات الألم بسبب أدوية معينة، وخاصة المواد الأفيونية.
الأعراض: تتشابه أعراض متلازمة أعراض بعد إزالة المرارة مع أعراض مرض المرارة، ولكنها عادة لا تكون شديدة. قد تتكون من واحد أو أكثر مما يلي: - غثيان. - إسهال. - عسر الهضم (التجشؤ، الانزعاج، الانتفاخ). - ألم في البطن أو أعلى الظهر. - اليرقان. - حمى (نادرًا). - في أسوأ الحالات، يعاني المرضى الذين يعانون من متلازمة ما بعد إزالة المرارة من آلام شديدة مثل تلك التي تسببها نوبات المرارة الفعلية.
التشخيص: في كثير من الحالات، يقوم الأطباء بتشخيص هذه المتلازمة من خلال التاريخ الطبي والفحص، مع ملاحظة أعراض الجهاز الهضمي بعد جراحة المرارة. قد يعالجون الاضطراب بأدوية خفيفة دون مزيد من الاختبارات. عندما يكون تأكيد التشخيص ضروريًا، خاصةً إذا تم النظر في الجراحة التعويضية، يمكن إجراء واحد أو أكثر من اختبارات التصوير التشخيصي التالية: - الموجات فوق الصوتية للبطن أو الأشعة المقطعية. - تصوير البنكرياس والقناة الصفراوية بالمنظار (ERCP). - تصوير الأقنية الصفراوية بالرنين المغناطيسي (MRCP). - قياس ضغط العضلة العاصرة. - التصوير الومضاني الصفراوي(HIDA scan) وهو إجراء تصوير يستخدم لتشخيص مشاكل الكبد والمرارة والقنوات الصفراوية. من الممكن أن تكون الأعراض التي ظهرت بعد جراحة المرارة ناتجة عن أسباب مِعَدية معوية أخرى لا علاقة لها باستئصال المرارة. قد تساعد هذه الاختبارات في تشخيص سبب آخر لأعراض المريض، أو قد تكون الأعراض مجهولة السبب.
العلاجات: قد تشمل علاجات متلازمة ما بعد استئصال المرارة تقليل الاستهلاك للكافيين ومنتجات الألبان والأطعمة الدهنية والحلويات وإعطاء واحد أو أكثر مما يلي: - الأدوية المضادة للإسهال - الأدوية التي تخفف من تقلصات العضلات المعدية المعوية (مضادات الكولين) عندما تكون الأعراض شديدة، وتظهر الاختبارات التشخيصية السبب، قد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية.