ثورة علمية تسمح للآباء باختيار جنس الطفل
طور علماء تقنية جديدة "آمنة وفعالة يمكن من خلالها اختيار الجنس المرغوب للطفل بنسبة نجاح تبلغ 80%.
ويصف الفريق، بما في ذلك البروفيسور جيانبيرو باليرمو من جامعة وايل كورنيل الطبية في مدينة نيويورك، هذه التقنية بأنها "آمنة للغاية وفعالة وغير مكلفة ومقبولة من الناحية الأخلاقية".
وتثير مسألة اختيار الجنس مخاوف أخلاقية خطيرة، واختيار الأجنة على أساس الجنس، دون أسباب مخففة مثل الأمراض المرتبطة بالجنس، غير قانوني في العديد من البلدان.
وفقا للدراسة، وضع الفريق تقنية لفصل واختيار الحيوانات المنوية مسبقا، ما يعني أنه يمكن تحديد جنس الأجنة.
اختار العلماء الحيوانات المنوية بناء على ما إذا كانت تحتوي على كروموسوم X (يحرض التطور الجنيني الأنثوي) أو كروموسوم Y (يحرض التطور الجنيني الذكوري)، باستخدام مقاييس الكثافة.
وتشير الدراسة التي نشرت في مجلة PLOS One، إلى أن الحيوانات المنوية التي تحتوي على كروموسوم X أثقل قليلا من الحيوانات المنوية التي تحتوي على كروموسوم Y.
وكتب الفريق: "على الرغم من أنه قابل للنقاش أخلاقيا، إلا أن التعبير عن تفضيل الجنس للذرية أمر شائع بين الأزواج، ولا يقتصر على أولئك الذين يخضعون لعلاج العقم. الإثراء الجنسي للحيوانات المنوية ... يتيح اختيار الأجنة للجنس المطلوب".
وأضافوا: "لا تؤدي طريقة اختيار الجنس إلى زيادة نسبة الأجنة المختلة الصيغة الصبغية الإضافية. لذلك، يمكن اعتبارها آمنة للغاية وفعالة وغير مكلفة ومقبولة من الناحية الأخلاقية".
وقد أجريت تجربة صغيرة باستخدام 1317 زوجا تم تقسيمهم إلى مجموعتين، مع 105 من الرجال كانوا في مجموعة الدراسة التي استخدمت فيها التقنية الجديدة.
ووفقا للدراسة، فإن 59 زوجا في هذه المجموعة يرغبون في إنجاب الإناث، وأدت هذه التقنية إلى إنشاء أجنة من الإناث بنسبة 79.1%. وأدى هذا إلى ولادة 16 فتاة دون أي تشوهات.
وانتهى الأمر بـ46 من الأزواج الراغبين في نسل ذكور بنسبة 79.6% من أجنة الذكور، ما أدى إلى ولادة 13 طفلا رضيعا يتمتع بصحة جيدة.
وقال دارين غريفين، أستاذ علم الوراثة في جامعة كنت في المملكة المتحدة: "إن مسألة اختيار الجنس محفوفة بالمخاطر من الناحية الأخلاقية. واختيار الأجنة على أساس الجنس، دون سبب مخفف مثل الأمراض المرتبطة بالجنس، غير قانوني".
وصرحت الدكتورة تشانا جاياسينا، رئيسة قسم طب الذكورة في إمبريال كوليدج لندن، في إنجلترا: "تظهر النتائج بشكل مقنع أن هذه التقنية قادرة على اختيار الحيوانات المنوية لتحديد جنس الأجنة باستخدام تلك الحيوانات المنوية".
وأشارت إلى أن اختيار الحيوانات المنوية كبديل "أخلاقي" لاختيار الأجنة هو مجرد طريقة أخرى لاختيار الأجنة بغية التلاعب بجنس النسل، مع آثار مجتمعية ضارة.
وأضافت: "على الرغم من عدم وصفها في الدراسة، إلا أن أسلوبهم قد يتم تكييفه في المستقبل لاختيار سمات جسدية أخرى مثل الحيوانات المنوية التي تحتوي على جين يؤثر على الجلد أو لون العين. لذلك فإن هذا البحث يثير مخاوف أخلاقية جادة تحتاج إلى معالجة عاجلة ".