الاخبار العاجلة
الأردن.. زراعة النخيل بين تحديات الطاقة والمياه والتغير المناخي

الأردن.. زراعة النخيل بين تحديات الطاقة والمياه والتغير المناخي

تٌجسد جمعية التمور التعاونية الزراعية في منطقة الكرامة الحدودية على بعد 58 كيلومترا عن عمان مثالا مهماً للترابط بين الطاقة والمياه والغذاء، حيث تخضع الموارد المتناقضة للمملكة من نقص للمياه و ارتفاع لاسعار الطاقة والتغير المناخي لضغوط شديدة جراء تزايد عدد السكان.

"الجمعية» التي تأسست قبل نحو عامين لتنظيم عمل أعضائها من مزارعي أشجار النخيل، البالغ عددهم 25 عضوا يملكون أكثر من 50 ألف شجرة، و يبلغ معدل إنتاجهم من التمور 3000 طن سنويا، انتهجت عمل الفرز و التعبئة والتبريد والتسويق، وتٌؤمن أن أي تغيير يحصل على أحد القطاعات-المياه و الطاقة و الغذاء- يٌخل بأركان العملية الزراعية.

ويقول رئيس الجمعية رائد الصعايده:» بالماضي كان يتم التعامل مع القطاعات المختلفة من مياه و طاقة باستقلالية، لكن في زمن التغير المناخي وقلة المياه وارتفاع أسعار الطاقة لم يعد ذلك ممكنا».

ويضيف أمام وفد من خبراء مبادرة «السلام الازرق» المائية الاقليمية، زاروا الجمعية في موقعها أول من أمس، بعد يومين من إطلاق مرحلة جديدة من المبادرة في عمان برعاية سمو الامير الحسن بن طلال»: مزارعو الجمعية قرروا الاعتماد على أنفسهم في سبيل استدامة زراعة النخيل في منطقة الكرامة وترويج منتوجاتهم من التمور داخل الاردن و خارجها، إذ أن العمل الزراعي الفردي لم يعد ممكنا استمراره في ظل تحديات الطاقة و المياه و التغير المناخي».

ويزيد:» ننتج أنواعا متعددة من التمور، لكن نركز على تمور"المجهول و البرحي»، وبات الاردن الافضل عالميا في إنتاج هذين الصنفين، لجهة النضج النهائي على الشجرة، غير أن إستمرار هذا النجاح مرهون بالتخفيف من كلف الزراعة والانتاج كنقص المياه و ارتفاع أسعار الطاقة و دراسة أثار التغير المناخي على شجرة النخيل».

ويٌقر أن نقص المياه يمثل التحدي الابرز لزراعة النخيل، و يقول:» نعم يهدد نقص المياه وعدم كفاية حصص المياه التي نتزود بها من سلطة وادي الاردن إستمرار شجر النخيل و زيادة الانتاج، مما يهدد فرص العمل المتوفرة للمجتمع المحلي خاصة من النساء».

ويختتم:«زيادة الامن المائي وتوفير الطاقة الرخيصة و زيادة الانتاج و تشغيل الايدي العاملة مرهونة بالتعامل والترابط بين قطاعات المياه و الطاقة والتغير المناخي، كقطاعات مترابطة وهي معا تشكل داعماً قوياً لتنمية المياه والزراعة.

وفي ظل التركيز على نقص المياه و تأثيره على إستمرار زراعة النخيل، تعرّف الوفد الزائر من اعضاء مبادرة «السلام الازرق» على مصدر توزيع مياه الري في وادي الاردن، بزيارة الى مركز التحكم والسيطرة في «دير علا»، حيث عمليات التشغيل وآليات العمل في إدارة قناة الملك عبدالله الشرقية ومراقبتها، تتم عن بعد وبتقنية عالية.

وتمثل القناة بالاضافة لكونها مصدرا رئيسيا لمياه الشرب و الري، منشأة مائية تستقبل مياه مشتركة عابرة للحدود تتغذى من نهري الاردن و اليرموك و بحيرة طبريا، وهي-المياه المشتركة- المهمة الاساسية لمبادرة «السلام الازرق» المكرسة لتعزيز التعاون في مجال المياه والسلام في الشرق الأوسط.

وتسلمت الشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه (INWRDAM)، التي تعمل كمنظمة غير حكومية ومقرها عمان، إدارة المبادرة للاعوام الاربعة المقبلة.

وتتبنى المبادرة الاولى من نوعها في المنطقة كمنصة للحوارالإقليمي في المياه، وتضم دول العراق والأردن ولبنان وسوريا وتركيا، أسلوب الحوار وتسعى إلى بناء القدرات واتخاذ إجراءات ملموسة لتحقيق رؤيتها في أن تتخذ من قوة المياه سبيلًا لبناء مستقبل سلمي للمنطقة بدعم من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).