هل خلت البلد من شعرائها الكبار؟

{title}
أخبار الأردن -

تيسير الشّماسين

 

متى ما ذكرنا اسم الشّاعر المرحوم حبيب الزّيودي فيحتاج الأمر منّا إلى احترام اسمه و مكانته و لو بالحدود المقبولة !!.. 

السؤال المطروح إلى مدير دائرة المرافق و البرامج الثّقافية في أمانة عمّان الكبرى الأستاذ عبد الهادي راجي المجالي المحترم و لكم حرّيّة الرّد، أو الامتناع عنه إذا ما قادكم تفكيركم إلى أنّكم تديرون مصلحتكم الخاصّة والتي لا شأن للآخرين بما يجري أو يدور فيها :

أيّ المعايير تلك التي اعتمدتموها حينما شكّلتم لجنة التّحكيم في جائزة حبيب الزّيودي للشّعر الفصيح في دورتها الثّانية / ٢٠٢٢ و التي تتبناها دائرتكم الموقّرة ؟!!..

قلّ لي بربّك : هل خلت البلد من شعرائها الكبار أو أكاديميّيها من أصحاب اللّغة الأفذاذ الذين يوثق بمكانتهم و برأيهم لتُشكّل من بينهم اللّجنة ؟!!.

بأيّ شريعة تلك و بأيّ قوانين يصحّ ما اقترفتموه، و إلى أيّ معايير استندتّم حينما شكّلتم اللّجنة من شاعر واحد كعضو ، و رئيسٍ و عضو آخر كليهما - أقصد العضو الآخر و الرئيس - لا علاقة لهما بالعَروض الذي هو سِمَة الشّعر بل لا يكون الشّعر بدونه ؟!!.. أم أنّ الأمر متعلّق بالذّائقة حسب تقديركم ؟!!.. 

و بمطلق الأحوال لا أنقص من مكانة العضوين بشخصيهما أو في مجاليهما قيد أنملة ، لكنّهما ليسا أهلاً لهذا المهمّة بالمطلق لسبب بسيط أنّهما لا يعرفا بحور الشّعر ليحكما على أهلها ، كما و أنّهما حسب علمي ليسا مُجازين في اللَّغة العربية بأقلّ تقدير و إن كان لهما في الشّأن الأدبي ما لهما ، ناهيك عن أنّ للشّعر ضوابطه و معاييره و أحكامه الخاصّة التي لا يجوز العبث بها أو الخروج عليها أو أخذها على محمل التّخمين أو تقديرها ممّن لا يقدر عليها ، و التي تستقل بعلاقتها عن علوم اللّغة الأخرى و إن كمّلا بعضيهما .. و لا أنقص كذلك من مكانة من فاز من الزّملاء ، فمن المؤكّد أنّ بعض المتقدّمين للجائزة شعراء كبار ، و هم بمنأى عن موضوع مقالي و ليسوا طرفاً فيه ..

فحينما تُشكّل لجنة بهذه الضّوابط فَحُقِّ لدكتورٍ في الجغرافيا و آخر في الشّريعة و ثالث في الزّراعة -على سبيل المثال - أن يناشقوا طالباً في رسالة ماجستير أو دكتوراة في أحدى فروع الهندسة الميكانيكيّة !!.. 

مُضحكٌ قراراكم ، و يبعث على الأسف و الأسف الشّديد جداً ، و يؤسفني بشكل خاص ما آل إليه المشهد الأدبي من تردّي و ترهل لا نُحسد عليه ، و أظنّكم لا تملكون الرّد المقنع ، و لستم بقادرين عليه ، إلّا إذا لَوَيتم عنق المضمون و جرّدتّم الثّقافة آخر ما يستر عورتها ، أوّ إذا حَمّلتم وزر قراركم للجنة أخرى منبثقة عنها هذه اللّجنة أو إلى مسؤولٍ أعلى .. لكن أنتم صاحب القرار في هذا الشّأن و لا أحد غيركم ، و لن تقنعنا أسبابكم أنّى كانت فحواها !!.. 

لقد سجّلتم بلجنتكم هذه سابقة في تاريخ المشهد الثّقافي العربي على مرّ التّاريخ ، و يُسجّل لكم إنجازكم هذا !!.. ثم متى كان يا سيّدي الشّعرُ نثراً و يُفَوَّزُ قائلُه ؟!!.. قلّ لي متى ؟!!.. النثرُ نثرٌ و لا أنكره كجنس أدبي و الشّعرُ شعرٌ أيّها المُدير ، و الفارق بينهما شاسع المعالم !!!.. أمّا ما دام الأمر كذلك فالأولى بكم أن تختاروا اسماً آخراً غير حبيب الزّيودي لتوسموا الجائزة باسمه !!.. 

و يكبر الرّجل في نظري إن أقرّ بخطئه و يجلّه الآخرون كذلك ، و أَعرَضَنا عن الحق من تأخذه العزّة بالإثم ..

 

لحظة ؛
الرّد لو أمكن مصحوباً باعتذار - كدائرة رسميّة - من كلّ شاعرٍ متقدّمٍ للجائزة قزّمتم من مكانته و وضعتموه أمام نفسه و الغير بحرج شديد بصرف النّظر عن الفوز من عدمه لأنّ في الأمر خطأ جسيماً لا تمنحكم صفتكم الرّسمية باقترافه أنّى كان شأنكم .. إلّا إذا تمنّعتم لذات السّبب الذي قد يقودكم تفكيركم إليه و الوارد في صدر مقالي !!.. أو أنّ للمسؤول حصانته الخاصّة و حيز شاسع من الحرّية لاقتراف ما يشاء من الأخطاء دون أن يسأل عنها حتّى لو كان فيها من التجبّر و التّعنت على الغير ما فيها !.. 

و تقبّلوا الاحترام .

 

تيسير الشّماسين 
١٤ / تشرين ثاني / ٢٠٢٢
تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير