عون في خطاب الوداع: "لبنان بلد مسروق"
قال الرئيس اللبناني المنتهية ولايته، ميشال عون، اليوم الأحد، إن لبنان بلد مسروق وأن الفساد مستشر فيه، وذلك إبان مغادرته مكتبه في قصر بعبدا الجمهوري وذلك بعد انتهاء ولايته الرئاسية التي استمرت 6 سنوات.
وأضاف عون في كلمة له وسط مراسم انتهاء ولايته: "بالرغم من كل التجاوزات المالية والانهيار الاقتصادي لم نتمكّن من إيصال حاكم مصرف لبنان إلى القضاء لأنّ المنظومة الحاكمة منذ 32 سنة تحميه"، مضيفًا: "قمنا بتدقيق مالي ولكن لم يتمّ البت فيه في القضاء".
وأضاف: "الحكم في لبنان اليوم أصبح حكما ثأريا، والثأر جريمة وليس عدالة والبلد مسروق وعلينا أن نقوم بالكثير من العمل والكثير من الجهد لكي نقتلع الفساد من جذوره".
وتابع ميشال عون: "مؤسسات الدولة مهترئة لأنّ القيّمين عليها خائفون من عصاً تهدّدهم، أنتم معي وأنا معكم واليوم نهاية مرحلة ولكن هناك مرحلة ثانية ستبدأ بنضال قوي وتركت خلفي وضع يحتاج الى النضال والعمل وجميعكم يعلم حال البلد المسروق".
وأشار الرئيس اللبناني إلى أنه وقع منذ قليل مرسوم بقبول استقالة حكومة نجيب ميقاتي، مشيرًا إلى أن لبنان لن يتمكن من الخروج من الهوة التي وضع فيها إلا بعد اتفاق ترسيم الحدود البحرية وأن الاتفاق يسمح للبنان باستخراج ثروته الوطنية من النفط والغاز.
فوضى دستورية
من جانبه، حذر الرئيس اللبناني ميشال عون أمس السبت، من أن لبنان قد يشهد انزلاقًا كبيرًا إلى "فوضى دستورية" بسبب عدم القدرة على انتخاب رئيس جديد خلفا له وفي ظل حكومة تصريف أعمال يتهمها بأنها غير كاملة الصلاحيات.
ولمح عون إلى أنه لا يزال يفكر في تحرك سياسي غير محدد في الساعات الأخيرة من ولايته لمعالجة الأزمة الدستورية لكنه قال "لا يوجد قرار نهائي" بشأن ما يمكن أن تنطوي عليه هذه الخطوة.
وردًا على سؤال حول حدوث فوضى، قال "نعم من المعقول أن تحصل فوضى دستورية. الفراغ لا يملأ الفراغ".
وظل منصب رئيس لبنان شاغرًا مرات كثيرة في الماضي منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.، لكن لبنان يجد نفسه الآن على حافة وضع غير مسبوق حيث الرئاسة شاغرة وحكومة تصريف الأعمال لا تملك سوى صلاحيات محدودة.
وحتى الآن لم يتم التوافق على مرشح لخلافة عون، حيث لم تسفر أربع جلسات انتخابية عن انتخاب رئيس في ظل انقسام البرلمان بصورة غير مسبوقة بعد انتخابات مايو.