التفاصيل الكاملة لضريبة الطرق.. والشوارع المشمولة

{title}
أخبار الأردن -

أوصت رؤية التحديث الاقتصادي ضمن محور قطاع النقل توصية، بفرض رسوم على استخدام الطرق بهدف تحسين بنية الشوارع الرئيسية.

وتزامنا مع إطلاق هذه المبادرة، يدرس البنك الدولي، تمويل مشروع مقترح من الحكومة بعنوان "التمويل المستدام للطرق من خلال فرض رسوم على مستخدميها"، حيث ما زالت الدراسة في مرحلة تصاميم المشروع.

ووفق المقترح، فإن القيمة التأشيرية لتمويل المشروع قد تصل إلى 225 مليون دولار، في مشروع حدد هدفه الإنمائي في "تعزيز أداء شبكة الطرق في الأردن واستدامتها المالية من خلال جذب استثمارات القطاع الخاص".

وبين تقرير للبنك الدولي، صدر في 2019، أن الحكومة تعمل على تطوير 14 طريقا حيويا رئيسيا، 12 منها طريقا سريعا واثنان دائريان بطول إجمالي يصل إلى 1379 كيلومترا تمثل 18% من إجمالي شبكة الطرق في الأردن، بهدف إدماجها في مشروع الاستدامة المالية لها عبر فرض رسوم على مستخدميها.

واقترح التقرير، فرض 11 فلسا لكل كيلومتر في هذه الطرق على المركبات الصغيرة، و22 فلسا لكل كيلومتر على الشاحنات.

واقترحت استراتيجية النقل الوطنية طويلة المدى، التي صدرت عام 2014، أيضا فرض رسوم على الطرق السريعة في الأردن، تقتصر على حركة نقل البضائع على المدى المتوسط (2024) كخطوة أولى، مما سيحقق فائدة تتمثل في جمع العائدات لاستخدامها في صيانة وتحسين الطرق.

وعلى المدى الطويل (عام 2030) كمرحلة تطبيق ثانية، اقترحت الاستراتيجية توسيع نظام فرض الرسوم على الطرق ليشمل المركبات الخاصة أيضا.

وأوضحت الاستراتيجية أن هذا الإجراء يعد فعالا لزيادة إمكانية التمويل لقطاع النقل، حيث سيزيد من جذب الاستثمارات الخاصة، إضافة إلى أنه "وسيلة فعالة أيضا لتوجيه جزء من الحركة المرورية نحو السكة الحديدية المقترح إنشاؤها".

والهدف من فرض رسوم على الطرق هو توفير بدائل نقل أقل كلفة وأكثر سلامة وصديقة للبيئة، مما يساعد في جعل سكة الحديد نمط نقل جديد لشحن البضائع 

استراتيجية النقل العام طويلة المدى

مشاركون في ورش العمل الاقتصادية، التي انبثق عنها رؤية التحديث الاقتصادية، أشاروا إلى أن استراتيجية النقل الوطنية طويلة المدى لعام 2030، تشكّل إطار عمل رئيس لإدارة تنمية قطاع النقل في الأردن، وفق رؤية قائمة على إيجاد قطاع نقل متطور ومستدام، وزيادة مستويات الكفاءة والأمان والاستقرار البيئي، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وأن يصبح الأردن مركزا إقليميا في قطاع النقل.
 
ونصت المادة (29) من قانون الطرق لسنة 1986، على أنه "يجوز فرض بدلات خدمات مرور على أي طرق حصيلته أمانة لدى وزارة المالية لحساب صيانة وتحسين الطرق في المملكة، ويتم الإنفاق منها بقرارات من مجلس الوزراء وفق الخطة أو الخطط التي يضعها لهذه الغاية وتحدد طريقة فرض هذا البدل ومقداره وإجراءات تحصيله وحالات الإعفاء منه بموجب نظام يصدر بمقتضى هذا القانون.

وتتنوع أشكال وطرق استيفاء الرسوم على الطرق من دولة إلى أخرى، وفق دراسة البنك الدولي، حيث تضع بعض الدول حواجز أو أكشاك لاستيفاء رسوم لاستخدام الطرق فيما تضع بعض الدول منصات على فترات متباعدة منتظمة على طول الطريق المحدد، أو أجهزة للتعرف على لافتة المركبة عن بُعد.

وأضاف أن دولا أخرى تضع ملصق (QR Code) على زجاج المركبة ويتم مسحها ضوئيا عبر أجهزة مراقبة تعلو المركبات على مداخل الطرق المحددة، فيما أشار التقرير إلى فرض بعض الدول رسوما للعبور على الشاحنات المحملة ببضائع ثقيلة عند المرور من معابر حدودية.

تعرفة مقترحة لاستخدام الطرق 

اقترح البنك الدولي في دراسة نشرها في 2019، رسمًا موحدًا لرسوم المرور على الطرق السريعة الأردنية بقيمة 0.011 دينار أردني/ كيلومتر (0.015 دولار أميركي/ كيلومتر) للسيارات، و0.022 دينار أردني /كيلومتر (0.030 دولار أميركي/ كيلومتر) للشاحنات.

وأشارت وزيرة النقل السابقة، لينا شبيب، التي شاركت في ورش العمل الاقتصادية في جلسات تطوير النقل العام، إلى أن دراسة سابقة للبنك الدولي، بينت أن تطبيق هذه المنظومة يحتاج رفع سوية شبكة الطرق بقيمة قد تصل ملياري دينار من الاستثمارات لصيانة شبكة الطرق لفترة تصل 30 عاما، تسهم في تشغيل عمالة وتحريك الاقتصاد.

وأضافت أن دراسة للبنك الدولي، قدرت الكلفة المبدئية للتعرفة بنحو 11 فلسا/كيلومتر لاستيفاء رسوم مقابل استخدام الطرق للسيارات الصغيرة للطرق القائمة وقد يصل المبلغ إلى الضعف للطرق الجديدة، موضحة أن "هذه الرسوم تشكل فقط 60% من رسوم تستوفى في دول أخرى، ودول أخرى تستوفي 4 أضعاف هذا المبلغ".

"على الرغم من أن الرسوم المقدّرة قد تكون متواضعة مقارنة بدول أخرى، إلا أنها قد تشكل عبئا على المواطن"، بحسب شبيب، التي أعادت التأكيد على توفير بدائل للراغبين في استخدام طريق ذو جودة أعلى ويدفع مقابل تلك الخدمة، مع عدم تأثر من لا يرغب باستخدامها، والتأكيد على إدامة صيانة الطرق الأخرى غير المشمولة بالخدمة.

وأشارت إلى أن البنك الدولي قال "قد تعود على الحكومة عوائد مقابل الامتيازات التي سيحصل عليها القطاع الخاص عند الاستثمار في تطوير شبكة الطرق بنحو 274 مليون دينار أردني كرسوم خلال 30 عاما يمكن استغلالها لتطوير البينة التحتية للمجتمعات المحيطة في شبكة الطرق".

وأضافت شبيب أن "تطبيق هذا النظام قد يوفر سنويا 3 آلاف فرصة عمل وقد يضاعف العدد في بداية أعمال تطوير شبكة الطرق وديمومة الصيانة في الخدمات المحيطة".

قانون الموازنة العامة 2022

وأشارت شبيب إلى أن الرسوم ترتبط بالمسافة المقطوعة ونوع المركبة، حيث تزيد الرسوم على الشاحنات الثقيلة، مؤكدة أن "إحياء هذه الفكرة يتطلب إنشاء طرق بديلة موازية للطرق الرئيسة وتوفير خدمة مختلفة تحمل ميزة إضافية من مستوى سلامة مرورية أفضل، صيانة دورية، وتوفير خدمات سريعة لإزالة أي عوائق للسير مثل الحوادث".

وعن توفير بدائل أخرى لنقل البضائع، اقترحت شبيب للتقليل من انعكاس استيفاء رسوم بدل استخدام الطرق من الشاحنات على السعر النهائي للسلع، بناء مشاريع سكك حديد موازية للطرق الرئيسية التي سيتم فرض رسوم عليها لإتاحة اختيار مسار بديل ووسيلة نقل لمستخدمي الطرق.
 

14 طريقا رئيسيا

أشار تقرير للبنك الدولي، إلى أن الحكومة طلبت من مجموعة البنك الدولي تقييم جدوى إدخال 14 طريقا رئيسيا تنمويا برسوم مرور على طول ممراتها التجارية الرئيسية، حيث أجرى البنك دراسات وتحليلات فنية ومالية أولية لها، مشيرا إلى أن الحكومة طلبت أيضا دعما لتنفيذ المرحلة الثانية من ممر عمّان التنموي ضمن مشاريع الشراكة مع القطاع الخاص.

وأضاف التقرير أن إجمالي متطلبات النفقات التشغيلية لـ 14 طريقا رئيسا محددا، هو 798 مليون دينار أردني (1.13 مليار دولار)، فيما يقدر إجمالي كلف النفقات الرأسمالية التشغيلية، وفقًا لـ "تقرير رسوم الطرق"، بنحو 1.98 مليار دينار أردني (2.79 مليار دولار) على مدى 30 عاما، وأبرز هذه المشاريع هي:

1 - الطريق السريع بين محافظتي عجلون وجرش بطول 20 كيلومترا، وبنفقات قد تصل إلى 45.2 مليون دينار.

2 - طريق السلط الدائري بطول 20 كيلومترا، وبقيمة نفقات قد تصل إلى 19.6 مليون دينار.
3 - طريق إربد الدائري بطول 20 كيلومترا، وبقيمة نفقات قد تصل إلى 19.8 مليون دينار.
4 - الطريق السريع بين محافظتي عمّان والعقبة بطول 330 كيلومترا، وبنفقات قد تصل 313.8 مليون دينار.
5 - الطريق السريع من محافظة الزرقاء إلى الحدود الأردنية مع السعودية بطول 110 كيلومترات، وبقيمة نفقات قد تصل 91.1 مليون دينار.
6 - الطريق السريع بين محافظتي إربد وعمّان بطول 70 كيلومترا، وبنفقات غير محددة آنذاك.
7 - الطريق السريع بين محافظة العاصمة والبحر الميت بطول 50 كيلومترا وبنفقات قد تصل إلى 67.3 مليون دينار.
8 - الطريق السريع من محافظة الزرقاء إلى الحدود السورية بطول 60 كيلومترا، وبقيمة نفقات قد تصل 55.5 مليون دينار.
9 - الطريق السريع من محافظة معان إلى الحدود السعودية بطول 50 كيلومترا، وبقيمة قد تصل 82.9 مليون دينار.
10 - الطريق السريع بين محافظة عمّان إلى الأزرق بطول 75 كيلومترا وبقيمة نفقات قد تصل 61.8 مليون دينار.
11 - طريق سريع رئيسي داخل محافظة مأدبا بطول 8 كيلومترات وبقيمة نفقات قد تصل 91.2 مليون دينار.
12 - الطريق السريع بين محافظة المفرق والصفاوي وبطول 90 كيلومترا وبقيمة قد تصل 14.8 مليون دينار.
13 - الطريق السريع بين الصفاوي إلى الحدود العراقية بطول 180 كيلومترا وبقيمة نفقات قد تصل 35 مليون دينار.
14 - الطريق السريع بين محافظة العقبة والبحر الميت بطول 300 كيلومتر، وبقيمة نفقات قد تصل إلى 70.3 مليون دينار.

 

وعن خيارات فرض رسوم على الطرق في العاصمة، قال أمين عمّان يوسف الشواربة، الثلاثاء، "إن الأمانة تدرس خيارات هذا النظام حال استحداث طرق أو أنفاق جديدة بهدف تخفيف الازدحامات المروية".

وأضاف أن "شوارع رئيسية في العاصمة مترابطة مع المحافظات ولم تعد شوارع داخلية"، داعيا إلى وجود منظومة طرق مقابل أجر داخل المدينة "حتى لا تكون هذه الشوارع بهدف العبور إلى المدن".

وأشار إلى أن "هذه الخطة قد تكون واردة ضمن مشاريع أعلن عنها البنك الدولي خارج حدود أمانة عمّان"، موضحا أن "هذه الرسوم يجب فرضها مقابل خدمة مقدّمة وتوفّر بدائل لجعل هذه الطرق خيارا وليست بالإجبار".

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير