الأردن يفتقر للبيانات الحديثة عن عمالة الأطفال

{title}
أخبار الأردن -

دعا بيت العمال في تقرير صادر، اليوم السبت، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال الذي يصادف الثاني عشر من حزيران (يونيو) من كل عام، إلى بناء قاعدة بيانات شاملة لعمل الأطفال يجري تحديثها دوريا.

وأوصى التقرير بتحديث الاستراتيجية الوطنية للحد من عمل الأطفال، بحيث تكون ملزمة لجميع الجهات ذات العلاقة.

كما أوصى بضرورة إعادة تشكيل الفريق الوطني لتحديث الاستراتيجية ووضع آلية عمل محكمة لمهامه وصلاحياته.

واعتبر التقرير أن صدور "الإطار الوطني للحد من حالات الأطفال العاملين والمتسولين" وكذلك "دليل إجراءات التعامل مع حالات الأطفال العاملين والمتسولين" وإقرارهما من مجلس الوزراء خلال عام 2021 يمثل نقلة نوعية في التعامل مع حالات عمل الأطفال، ويشكل اختبارا لقدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها في التصدي لهذه الظاهرة، حيث اشتمل على مختلف أنواع الخدمات اللازمة للطفل العامل وأسرته والمجتمع من مختلف الجهات الرسمية والأهلية ذات العلاقة في المجالات الاجتماعية والنفسية، والصحية، والاقتصادية، والتربوية والتعليمية، والقانونية والقضائية، وفي توفير الحماية والأمان، بعد أن كان الإطار الوطني السابق الصادر عام 2011 يقتصر على دور وزارات العمل والتنمية الاجتماعية والتربية والتعليم.

وأوضح أن الأردن صادق على أهم الاتفاقيات الدولية في مجال مكافحة عمل الأطفال، ومنها اتفاقية حقوق الطفل التي أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، واتفاقيتا العمل الدوليتين رقم (138) بشأن "الحد الأدنى لسن الاستخدام" ورقم (182) بشأن "حظر أسوأ أشكال عمل الأطفال"، وأن قانون العمل الأردني جاء منسجما مع مبادئ هذه الاتفاقيات، إذ منع تشغيل الحدث إذا لم يكمل السادسة عشر من عمره بأي صورة من الصور، ومنع تشغيله في الأعمال الخطرة أو المرهقة أو المضرة بالصحة قبل بلوغ الثامنة عشر من عمره، وعلى أن لا تزيد ساعات عمله عن ست ساعات.

وحذر بيت العمال في تقريره من تزايد أعداد الأطفال العاملين، عما كان عليه في آخر مسح إحصائي جرى في عام 2016، مؤكدا أن الحاجة أصبحت ماسة لتحديث البيانات الخاصة بعمل الأطفال لقياس مدى الأثر الذي سببته جائحة كورونا والارتفاعات المتتالية على معدلات البطالة، وبناء قاعدة بيانات شاملة لعمل الأطفال يجري تحديثها دوريا.

وبين أنه لا يتوفر حاليا سوى أرقام المسح الوطني لعمل الأطفال عام 2016، الذي أشار إلى أن عدد الأطفال العاملين في الفئة العمرية من 5 إلى 17 سنة بلغ حوالي 76 ألف طفل، 80 بالمئة منهم أردنيون، وأكثر من 45 ألف من الأطفال العاملين عملوا في أعمال تصنف بأنها خطرة، وفقا لمعايير العمل الدولية وقانون العمل.

وأشار التقرير إلى أن أبرز النشاطات الاقتصادية التي يعمل بها الأطفال تتمثل بتجارة الجملة والتجزئة وإصلاح المركبات والزراعة والصناعات التحويلية، والإنشاءات، وأن القطاع الزراعي يستخدم بشكل أكبر الأطفال في الأعمار من 5-11 عاما، حيث يعمل 56 بالمئة من الأطفال العاملين من هذه الفئة في هذا القطاع، بينما يتوجه الأطفال في الفئة العمرية من 15-17 عاما إلى العمل بنسب أكبر في الصناعات التحويلية والإنشاءات والبيع وإصلاح المركبات.

ولفت إلى أن متوسط أجور مجمل الأطفال العاملين يبلغ 171 دينارا شهريا وما يقارب خمسة دنانير يوميا، وأنهم يتعرضون لمخاطر متعددة على صحتهم وسلامتهم، ومن أهمها الغبار والدخان، والضجيج، والحرارة العالية، والأدوات الخطرة، والمواد الكيماوية، إضافة إلى الإيذاء النفسي والبدني. (بترا)

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير