هدنة "مفاجئة" في غزة تثير الشكوك حول نوايا نتنياهو

{title}
أخبار الأردن -

 

أثار إعلان الاحتلال عن تنفيذ "هدنة إنسانية" من طرف واحد في قطاع غزة، دون تنسيق مع حركة "حماس" أو وساطة تفاوضية، تساؤلات واسعة حول أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من هذا التحرك المفاجئ، في ظل حالة من الجمود السياسي والتصعيد الميداني المستمر.

وأكد جيش الاحتلال، فجر الأحد، بدء تطبيق وقف مؤقت لإطلاق النار في عدد من المناطق السكنية في غزة، بما يشمل شمال القطاع، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية.

وبحسب ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية، فإن قرار الهدنة جاء بعد مشاورات هاتفية أجراها نتنياهو مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ومسؤولين أمنيين كبار، مع توقعات بأن يتم تكرار هذه التهدئة المؤقتة "حسب الحاجة"، على حد وصفهم.

ورغم أن الإعلان عن هذه الهدنة لقي ترحيبا دوليا حذرا، إلا أن سياسيين وناشطين فلسطينيين أعربوا عن شكوكهم العميقة في أهداف الخطوة، معتبرين أنها قد تكون محاولة لامتصاص الضغوط الدولية المتصاعدة، أو لتشتيت الأنظار عن التعثر في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، التي شهدت انتكاسة مؤخرا.

وفي هذا السياق، أدلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتصريح شديد اللهجة، اتهم فيه قيادة حماس بعدم الرغبة في إنهاء الأزمة، وقال: "قادة حماس يريدون الموت ويجب القضاء عليهم. نحن ننتظر رد نتنياهو بعد فشل محادثات الدوحة".

وردّ نتنياهو بتغريدة على منصة "إكس"، اتهم فيها حماس بإعاقة أي اتفاق محتمل، مشيرًا إلى أن "إسرائيل تدرس مع الولايات المتحدة خيارات بديلة لإنهاء حكم حماس وإعادة الرهائن إلى ديارهم".

وتأتي هذه التحركات في وقت تعيش فيه غزة أوضاعًا إنسانية كارثية بسبب الحرب المستمرة منذ شهور، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، واتهامات لإسرائيل باستخدام الحصار كسلاح حرب ضد السكان المدنيين.

ويخشى مراقبون من أن تكون "الهدنة الإنسانية" مجرد ورقة سياسية يستخدمها نتنياهو لكسب الوقت، أو لتهدئة الضغوط الدولية دون تغيير حقيقي في مسار العمليات العسكرية أو في مواقف التفاوض.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية