"موراغ".. العقبة الأخيرة أمام اتفاق وقف إطلاق النار

{title}
أخبار الأردن -

كشف مصدر في الوفد الإسرائيلي المشارك في مفاوضات واشنطن، لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن الخلاف الجوهري حاليًا بين إسرائيل وحركة حماس يتمحور حول خريطة انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وبالأخص تمسّك تل أبيب بالبقاء في محور موراغ الواقع جنوب قطاع غزة، وهو ما يعرقل التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة الرهائن.

في المقابل، ربطت صحيفة "هآرتس" بين الإصرار الإسرائيلي على هذا المحور، وبين ما وصفته بـ"الخطة البديلة لتهجير سكان غزة"، حيث تقع المنطقة المستهدفة قرب مدينة رفح المدمرة، بمحاذاة الحدود المصرية.

ووفقًا للتقارير العبرية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أطلق على هذا المحور اسم "فيلادلفيا 2"، في إشارة إلى رمزيته الأمنية، مُصرًّا على الاحتفاظ بالسيطرة عليه رغم اعتراض المؤسسة العسكرية، التي ترى أن بقاء القوات هناك يعقّد العملية التفاوضية.

ويشير المحلل الإسرائيلي رونين بيرغمان إلى أن محور "فيلادلفيا" أُدرج ضمن وثيقة التوضيح الإسرائيلية الصادرة في يوليو/تموز الماضي، ووصفها مصدر عسكري بأنها "ملطخة بدماء الرهائن" الذين قُتلوا في نفق رفح.

مدينة "الفرز السكاني" جنوب القطاع

من جهة أخرى، باتت أهمية محور موراغ تتجاوز الاعتبارات الأمنية، إذ تربطه إسرائيل بما تسميه "المدينة الإنسانية"، وهو مجمّع مدني ضخم تقيمه على أنقاض رفح، وتخطط من خلاله لتجميع نحو 600 ألف فلسطيني، في خطوة تُعد الأضخم منذ اندلاع الحرب، تهدف إلى فصل المدنيين عن حركة حماس وإحكام السيطرة على جنوب القطاع.

وذكرت "هآرتس" أن تمسّك نتنياهو بالمحور يتوافق مع مطالب وزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش، الذي يرى في بقاء الجيش في "موراغ" فرصة لتمرير خطة "إعادة التوطين المؤقت" خلال فترة وقف إطلاق النار المقترحة البالغة 60 يومًا.

حكم عسكري مؤقت.. ووجهة ثالثة محتملة

وفي تطوّر لافت، نقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي أن تل أبيب تدرس فرض حكم عسكري مؤقت على رفح، بحيث يخضع الفلسطينيون في تلك المنطقة لإدارة مباشرة من الجيش الإسرائيلي، كجزء من خطة أشمل لدفع السكان نحو هجرة طوعية إلى دولة ثالثة، بما يتوافق مع التصور الذي طرحته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في صفقته للسلام.

يُذكر أن هذا التحوّل في الموقف الإسرائيلي يأتي وسط تصعيد سياسي داخلي بين القيادة المدنية والعسكرية، وفي ظل تحديات ميدانية متزايدة قد تعيد رسم مشهد ما بعد الحرب في غزة.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية