ضغوط أميركية مكثفة على نتنياهو... وواشنطن تلمّح لقرب إنهاء حرب غزة
كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن لقاءه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صباح الأربعاء، تركز على ملف الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، مشددًا على عزمه "القضاء على القدرات العسكرية والإدارية لحركة حماس"، وفق تعبيره.
الاجتماع، الذي عُقد في البيت الأبيض للمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة، انتهى دون إصدار أي تصريحات رسمية، في وقت أكدت فيه مصادر مطلعة لصحيفة يديعوت أحرونوت أن ترامب مارس ضغوطًا مباشرة على نتنياهو من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، واصفًا الوضع في غزة بـ"المأساوي".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي أن ترامب قال لنتنياهو: "سنتحدث فقط عن غزة.. يجب إنهاء هذا الملف"، في حين ذكرت منصة "أكسيوس" أن اللقاء استمر 90 دقيقة، وشارك فيه نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، وتركّز بالكامل على الصراع المستمر منذ أكثر من تسعة أشهر.
وفي أول تعليق له على اللقاء، نشر نتنياهو تغريدة قال فيها إن الاجتماع تناول أيضًا ما وصفه بـ"النصر الكبير على إيران" والإمكانات التي تتيحها هذه المرحلة، رغم أنه لا يزال مطلوبًا للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة.
في السياق، أعرب مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن أمله في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بحلول نهاية الأسبوع، معتبرًا أن ذلك يمكن أن يكون بداية لسلام دائم في غزة.
وكان نتنياهو قد أكد موافقته على مقترح تقدم به ويتكوف، خلال لقائه رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، معتبرًا أن "النتيجة النهائية يجب أن تكون تحرير جميع الرهائن واستسلام حماس"، دون أن يحدد موعدًا لنهاية المفاوضات.
من جانبها، أعلنت حركة حماس أنها قدمت ردًّا مكتوبًا للوسطاء بشأن مقترح التهدئة، ووصفت ردها بأنه "إيجابي" ويعبّر عن "جاهزية جدية للدخول فورًا في مفاوضات حول آلية تنفيذ الاتفاق".
مقترح التهدئة: تبادل أسرى على مراحل ووقف لإطلاق النار
وبحسب ما كشفت عنه وسائل إعلام إسرائيلية، من أبرز بنود المقترح إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثمانًا على مدار 60 يومًا من وقف إطلاق النار، مقابل الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من مناطق محددة داخل القطاع.
وينص المقترح على الإفراج عن 8 أسرى إسرائيليين في اليوم الأول، واثنين في اليوم الخمسين، إضافة إلى تسليم جثامين مقسمة على ثلاث مراحل، في الأيام 7 و30 و60. في المقابل، تطالب حماس بانسحاب كامل من قطاع غزة، بينما تصر تل أبيب على الاحتفاظ بمواقع في محور موراغ بين خان يونس ورفح.
وتلعب الولايات المتحدة دور "الضامن" لهذا الاتفاق، وفق ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت، في ظل استمرار نقطة الخلاف الأساسية حول انسحاب إسرائيل الكامل من القطاع.
الحرب المستمرة... أرقام كارثية ومعاناة متصاعدة
منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل، بدعم أميركي مباشر، حربًا دموية أوقعت أكثر من 194 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض، ومئات آلاف النازحين، وفق إحصائيات فلسطينية ودولية.
وفيما تشير تقديرات إسرائيلية إلى وجود نحو 50 أسيرًا لديها في غزة، بينهم 20 أحياء، يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 10,400 معتقل فلسطيني، يعيشون ظروفًا قاسية تشمل التعذيب والإهمال الطبي، بحسب تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.

