"عربات جدعون" تنهار من الداخل
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة، المعروفة باسم "عربات جدعون"، وصلت إلى مرحلة "الاختناق العملياتي"، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يعد قادرًا على تحقيق أهداف المستوى السياسي، رغم الحملات الإعلامية الضخمة التي رافقت العملية.
وأوضح أبو زيد أن العملية، التي جاءت بعد خطط سابقة كـ"السيوف الحديدية" و"خطة الجنرالات"، كشفت محدودية القدرات الميدانية، حيث باتت الإصابات في صفوف جنود الاحتلال، منذ 11 حزيران الماضي، تحدث في الغالب داخل الآليات والدبابات، باستثناء حالتين فقط وقعتا نتيجة نيران قناصة.
وأضاف: "جندي الاحتلال إن نزل إلى الأرض قُتل، وإن بقي في الآلية أصبح هدفًا سهلًا للمقاومة"، ما أدى إلى استنزاف كبير في الموارد العسكرية، وتراجع الروح المعنوية على الجبهات.
وأشار أبو زيد إلى أن رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زمير، المحسوب على التيار اليميني المتطرف الذي يتزعمه سموتريتش، كان قد تولى منصبه وفق مبدأين: "صفر خسائر" و"القضاء على المقاومة"، لكنه بات الآن يطالب بوقف العملية العسكرية، في تحول لافت في الموقف العسكري الإسرائيلي.
وأكد أن هذه المؤشرات الميدانية والسياسية دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الدخول في مفاوضات مع حركة حماس، رغم أن حكومته جاءت قبل أكثر من 640 يومًا بهدف "القضاء على المقاومة"، ما يجعل فرص نجاح اتفاق وقف إطلاق النار أكثر ترجيحًا من فشله.

