طبيب "ضحية المشعوذ" يروي تفاصيل صادمة
أُسعفت فتاة من جنسية عربية (25 عاما)، يوم السبت، إلى أحد مستشفيات العاصمة عمان، بعد تعرضها لإصابات بالغة ونزيف داخلي في منطقة البطن، نتيجة اعتداء تعرضت له على يد شخص ادعى أنه "معالج روحي"، وفق ما أكد أطباء مختصون.
الفتاة، التي وصلت إلى مستشفى خاص بعمان بحالة حرجة، أبلغت الكادر الطبي عن تعرضها للضرب بالعصا خلال جلسة مزعومة لـ"إخراج الجن"، بحسب ما صرّح به مدير الطوارئ في المستشفى الدكتور زيد العجارمة، والذي أوضح أن التصوير الطبي أظهر وجود نزيف حاد في منطقة الكبد، استدعى تدخلا عاجلا.
ولفت إلى أن الفتاة أبلغت الأطباء أن المشعوذ وجه لها ضربات قوية بواسطة عصا ويديه إلى أن شعرت بألم شديد وطلبت إسعافها إلى المستشفى بسرعة.
وأكد العجارمة أن المريضة طلبت عدم إعادتها إلى الأشخاص الذين كانوا برفقتها، ما دفع الطاقم الطبي إلى إبلاغ الأجهزة الأمنية ووحدة حماية الأسرة، مشيرا إلى أن حالتها الصحية أصبحت مستقرة.
وأشار العجارمة إلى أن هذه ليست الحالة الأولى التي تصل فيها حالات اعتداء جسدي نتيجة التعامل مع مشعوذين، مؤكدا أن الثقة العمياء بهؤلاء تؤدي إلى تأخير التشخيص الطبي الصحيح، وتُعرض حياة المرضى للخطر.
دجالون يستغلون العواطف الدينية
من جانبه، عبّر أخصائي الطب النفسي وعلاج الإدمان الدكتور علاء الفروخ عن أسفه لانتشار هذه الظواهر، مشيرا إلى أن "مصطلح المعالج الروحي" ليس سوى واجهة خادعة يستخدمها الدجالون للاحتيال على الناس واستغلال عواطفهم الدينية.
وقال الفروخ إن هناك قصصًا صادمة وصلت إلى العيادات النفسية، من بينها حالة لسيدة حامل أُوهمت بأنها حامل من "شيطان"، ونُصحت بتناول أعشاب خطرة لإنهاء الحمل، قبل أن تُحال إلى طبيب مختص يتبين لاحقًا أنها تعاني من اكتئاب حمل.
وأضاف أن محاولات إخراج الجن التي يمارسها بعض هؤلاء المحتالين تتضمن في أحيان كثيرة تحرشًا جنسيًا واعتداءات جسدية، داعيا إلى مراجعة الأطباء المختصين عند ظهور أعراض نفسية أو جسدية، بدلًا من اللجوء إلى من وصفهم بـ"المشعوذين".
ودعا مختصون الجهات المعنية إلى ملاحقة ممارسي الشعوذة والاحتيال الديني قانونيًا، مع تعزيز حملات التوعية المجتمعية لمواجهة هذه الظاهرة التي تتكرر رغم التقدم التعليمي والطبي في البلاد.
المشعوذ في قبضة الأمن
ألقت الأجهزة الأمنية القبض على شخص ادّعى قدرته على "العلاج الروحي"، بعد أن تسبب بإصابات بالغة ونزيف داخلي لفتاة من جنسية عربية، نُقلت على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، وفق ما أعلنه الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام.
وأوضح الناطق أن بلاغاً ورد إلى مديرية شرطة جنوب عمان يفيد بإسعاف فتاة مصابة بجروح خطيرة ونزيف في منطقة البطن، نتيجة مراجعتها شخصاً يدّعي تقديم علاج روحاني، حيث تم إدخالها إلى المستشفى وحالتها استدعت التدخل الطبي العاجل.
وبمتابعة التحقيقات، أكد المصدر الأمني أنه تم إلقاء القبض على الشخص المدّعي، إلى جانب مالك المركز الذي جرت فيه عملية "العلاج المزعوم"، حيث اعترف الموقوف بتفاصيل ما قام به بحق الفتاة، وتم التحفظ عليه تمهيداً لإحالته مع شريكه إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وفي ختام البيان، أهاب الناطق الإعلامي باسم الأمن العام بالمواطنين والمقيمين بعدم مراجعة أي أشخاص يدّعون القدرة على "العلاج الروحي" أو "فك السحر"، مؤكدًا أن هؤلاء يشكلون خطراً مباشراً على الصحة العامة وقد يتسببون في أضرار جسدية ونفسية جسيمة، فضلًا عن استغلالهم للضحايا بهدف الاحتيال والكسب غير المشروع.

