مصفاة البترول تعيد رسم ملامح مشروع التوسعة الرابع
أكد الرئيس التنفيذي لشركة مصفاة البترول الأردنية، المهندس حسن الحياري، أن مشروع التوسعة الرابعة لمصفاة الزرقاء أصبح أكثر نضجًا وتكيّفًا مع التحولات المتسارعة في قطاع الطاقة العالمي، في ظل الانتشار المتزايد للسيارات الكهربائية، واتساع استخدام أنواع الوقود البديل مثل وقود الطيران المستدام (SAF)، إلى جانب تطورات إنتاج الغاز الطبيعي المحلي.
وأوضح الحياري، خلال حوار موسع مع صحيفة "الغد"، أن الشركة أعادت دراسة المشروع من كافة جوانبه الفنية والاقتصادية، بالتعاون مع شركات استشارية عالمية، بعد توقف المفاوضات أواخر العام الماضي نتيجة للظروف الجيوسياسية التي فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية وتداعيات الحرب في غزة.
وأشار إلى أن المشروع لا يقتصر على رفع الطاقة الإنتاجية للمصفاة، بل يُعد مشروعًا وطنيًا استراتيجيًا يعزز أمن التزود بالمشتقات النفطية، ويقلل من الاعتماد على الاستيراد، ويرفع القيمة المضافة للتكرير المحلي، بما يخدم الاقتصاد والمواطن الأردني في آنٍ واحد.
وكشف الحياري أن الدراسة السوقية التي أعدتها شركة استشارية دولية متخصصة، استندت إلى عوامل جديدة تؤثر على الطلب المستقبلي على المشتقات النفطية، وعلى رأسها تزايد استخدام المركبات الكهربائية في الأردن والمنطقة، وبدء إدخال وقود الطيران المستدام إلى السوق، إلى جانب المتغيرات في إنتاج الغاز الطبيعي من حقل الريشة.
وبناء على هذه المعطيات، أعدت شركة "تكنيب" (Technip) البريطانية الفرنسية دراسة جدوى متكاملة، أوصت بتخفيض الطاقة التكريرية للمصفاة إلى 73 ألف برميل يوميًا بدلاً من 120 ألفًا، لتتناسب مع الاحتياجات الفعلية لشركة "جوبترول"، الذراع التسويقية للمصفاة.
وفي استعراضه للتطورات السابقة، أوضح الحياري أن المصفاة كانت قد طرحت عطاءً دوليًا تنافسيًا عام 2018 لاستقطاب ائتلافات مؤهلة لتنفيذ المشروع، إلا أن الظروف الإقليمية والدولية المعقدة، وفي مقدمتها الحرب في أوكرانيا والصراع في غزة، أدت إلى تراجع اهتمام عدد من الشركات العالمية بالمشاركة، ما استدعى مراجعة شاملة لخطة المشروع وتوجهاته الفنية والاقتصادية.

