ساعات حاسمة بشأن غزة

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الخبير الأمني والاستراتيجيّ الدكتور عمر الرداد، إن هناك مؤشرات قوية تلوح في الأفق توحي بأن قرار وقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة بات وشيكا، أو على أقل تقدير قيد التداول الجدي على طاولة التفاهمات الكبرى.

وأوضح الرداد في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن المعادلة الميدانية التي ظلّت، خلال الأشهر الماضية، رهينة الاشتباك المفتوح بين الاحتلال والمقاومة، تبدو اليوم أمام تحوّل جوهري مدفوع بعدة اعتبارات، لعل أبرزها ما يرتبط بالضربات الموجعة التي تلقتها إيران، والتي أعادت تموضع اللاعبين الإقليميين وفق أولويات جديدة، أقلها تقليل الخسائر وتفادي الانزلاق نحو مواجهة شاملة.

وعليه، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يسعى على الدوام لتثبيت صورته الزعامية المطلقة كقطب أوحد في النظام الدولي، قد يكون بصدد استكمال رسم المشهد الختامي لهذه الجولة من التصعيد، عبر تحريك أدوات النفوذ الخشنة والناعمة في آن واحد، سواء في الدوحة باعتبارها حلقة الاتصال الرئيسية مع حماس، أو في تل أبيب التي ما زالت تُدار بعقل أمني استعلائي يعاني من فائض الغرور ونشوة استهداف "العدو الإيراني، وفقًا لما صرّح به لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

ورجّح الرداد أن تكون قيادة حركة حماس قد تلقّت، في لحظة حرجة، مكالمة صادمة قادمة من طهران، تحمل في طيّاتها رسالة مختزلة بحجمها، عميقة بدلالاتها، مفادها: "لسنا معنيين مباشرة"، مضيفًا أن تلك العبارة، وإن بدت مقتضبة، فإنها تختصر التحوّل الاستراتيجي في أولويات محور المقاومة، الذي يبدو أنه اختار الانكفاء التكتيكي في غزة لصالح تصعيد محدود ومحسوب في الجبهة الإيرانية، ما يفتح الباب واسعًا أمام قراءة مغايرة لموازين الدعم والمواجهة.

ونوّه إلى أن بنيامين نتنياهو، الذي يعيش لحظة انتشاء هستيري بما يعتبره "إنجازا استراتيجيا" ضد طهران، مستعدًا للاستجابة لأي إشارة تأتيه من واشنطن، بل وربما يرد بتحية مشهدية من طراز: "تؤمر سيدي".

وأشار الرداد إلى أن الساعات أو الأيام القليلة المقبلة قد تشهد إعلانًا مفاجئًا، يصدر عن مسؤول أمريكي أو وسيط أممي، يُعلن فيه "التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس"، دون الخوض العلني في حيثيات الضغوط التي مارستها الأطراف الدولية على الجانبين، أو التعديلات القسرية التي تم فرضها على أعداد الرهائن أو طبيعة التهدئة ومدتها، فالمهم، في عرف اللاعبين الكبار، ليس ما يُعلن، بل ما يُفرض في الكواليس.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية