تقييم استخباراتي يفنّد رواية ترامب: نووي إيران "بخير"

أظهرت تقييمات استخباراتية أمريكية أولية، أن الضربات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي ضد ثلاثة مواقع نووية إيرانية لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل يُرجّح أنها أخّرته لبضعة أشهر فقط، بحسب ما كشفته شبكة CNN نقلاً عن أربعة مصادر مطلعة.

التقييم الذي أعدته وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) بالتنسيق مع القيادة المركزية (سنتكوم)، يعتمد على تحليل أولي لأضرار المعارك، ويشكك في صحة تصريحات الرئيس دونالد ترامب ووزير دفاعه بيت هيغسيث، اللذين أكدا تدمير منشآت التخصيب بالكامل.

وأوضحت مصادر مطلعة على التقرير أن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية لم تُدمّر، وأن مخزون اليورانيوم المخصب لا يزال قائمًا. وقال أحدهم إن الضربات أثّرت فقط على البنية التحتية فوق الأرض، مثل منشآت الطاقة ومرافق معالجة اليورانيوم، دون المساس الكامل بالقدرات التقنية الحساسة.

وأنكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، دقة التقييم المسرّب واعتبرته "محاولة لتقويض نجاح المهمة"، مشيرة إلى أن "إسقاط 14 قنبلة تزن 30 ألف رطل يُسفر بالضرورة عن دمار كامل".

لكن محللين مستقلين، بينهم خبير الأسلحة النووية جيفري لويس، شككوا في جدوى الضربات، مشيرين إلى أن المنشآت المحصّنة في نطنز وأصفهان وبارشين لا تزال قادرة على استئناف البرنامج النووي سريعًا، ما يجعل تصريحات ترامب بشأن "تدمير كامل" غير مدعومة بالحقائق الميدانية.

وبينما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن العملية نُفذت بنجاح وبدقة، أقر رئيس هيئة الأركان دان كين بأن من المبكر تقييم الأثر الكامل للضربات على قدرات إيران النووية، مشيرًا إلى أن التحليل لا يزال جاريًا وأن بعض المنشآت تحت الأرض قد تكون نجت من القصف.

وبحسب مصادر في البنتاغون، فإن بعض المواقع، مثل أصفهان، تعرّضت لهجمات بصواريخ توماهوك أُطلقت من غواصة، وليس بالقنابل الخارقة للتحصينات، نتيجة تعذر اختراق أعماق المنشأة المدفونة.

مصادر أخرى داخل الاستخبارات أكدت أن إيران لا تزال تمتلك منشآت نووية سرّية لم تُستهدف في العملية، ما يعني أن البرنامج النووي لم يُشلّ بالكامل، كما زعم ترامب.

وتزامن ذلك مع إلغاء جلسات إحاطة سرية في الكونغرس كان من المفترض أن تشرح تفاصيل العملية، الأمر الذي أثار انتقادات من نواب ديمقراطيين شككوا في رواية الإدارة الأمريكية، متهمين ترامب بتضخيم نتائج العملية لأغراض سياسية.