قصة يوديد البوتاسيوم خلال الطوارئ

{title}
أخبار الأردن -

 

كتب الدكتور محمد حسان الذنيبات:

يوديد البوتاسيوم (KI) هو يود غير مشع يُستخدم لحماية الغدة الدرقية من امتصاص اليود المشع (I-131) في حال حدوث تسرب إشعاعي داخلي (عن طريق الهواء أو الطعام) يتم امتصاصة هناك باشباع عالي بحيث يمنع  امتصاص اي نوع اخر من اليود. فعاليته تعتمد على التوقيت حيث يجب أخذه قبل التعرض أو خلال أول 4 ساعات بعده ليمنع تراكم اليود المشع داخل الغدة، وبالتالي يقلل خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية. لا يحمي هذا من أنواع الإشعاع الأخرى، ولا يعالج الأضرار التي حدثت بالفعل بعد ٤ -٨ ساعات بحد اقصى، كما لا يحمي باقي أعضاء الجسم.

يُؤخذ فقط عند توصية رسمية من الجهات الصحية التي تحدد نسبة التسرب الاشعاعي، وليس بشكل وقائي دائم أو عشوائي. يُوصى به للفئات تحت عمر 40 سنة، والحوامل والمرضعات، لأنه في هذه الفئات يكون خطر الإصابة بسرطان الغدة أعلى. لا يُوصى به لمن تجاوزوا 40 سنة، إلا إذا كان التعرض عالياً جداً، لأن مخاطر الدواء عندهم قد تفوق الفائدة. لا يُستخدم لأكثر من بضعة أيام ١-١٠ ايام، وتكرار الجرعة يعتمد على توجيهات رسمية. استخدامه العشوائي قد يؤدي إلى اضطرابات في الغدة الدرقية، أو تحسس خطير لدى بعض الأشخاص.

استخدام يوديد البوتاسيوم (KI) يجب أن يتم ضمن بروتوكول طارئ معتمد، وتحت إشراف الجهات الصحية الرسمية المخوّلة بتقدير مستوى الخطر وتحديد الفئات المستفيدة. ورغم أهمية توفره ضمن خطة الاستجابة الوطنية للطوارئ النووية، إلا أن تناوله لا يكون إلا بناءً على تعليمات واضحة وصريحة من الجهات المختصة، وبالجرعات الدقيقة الموصى بها. يعني توفر الدواء لا يعني أبداً استخدامه العشوائي. و عليه، تصبح الثقة بالجهات الصحية والاستجابة السريعة والمنضبطة لتعليماتها هي العامل الحاسم لتحقيق الحماية المرجوة، وتفادي الضرر الناتج عن الاستخدام الخاطئ.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية