"اليورانيوم في مأمن".. إيران تحصّن مخزونها قبل الضربة الأميركية
في أول رد غير مباشر على الضربات الأميركية التي استهدفت ثلاثة منشآت نووية رئيسية داخل أراضيها، كشف مصدر إيراني رفيع لوكالة "رويترز" أن معظم مخزون اليورانيوم عالي التخصيب تم نقله إلى موقع غير معلن قبل الهجوم على منشأة "فوردو".
وأضاف أن عدد العاملين داخل المنشأة قد جرى تقليصه إلى الحد الأدنى، وهو ما يثير مؤشرات عن تحسّب طهران المسبق للهجوم الأميركي.
وتعد منشأة فوردو واحدة من أكثر المواقع حساسية في البرنامج النووي الإيراني، وقد استُهدفت إلى جانب منشأتي نطنز وأصفهان في ضربات جوية أميركية وُصفت بـ"الدقيقة والمركزة"، نفذت فجر الأحد في إطار التصعيد المتواصل بين واشنطن وطهران منذ منتصف يونيو/حزيران الجاري.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتحرك
وفي أعقاب القصف، أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن دعوته إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس المحافظين، وذلك لبحث "الوضع الطارئ والخطير" في إيران وتقييم تداعيات الهجوم على الأمن النووي العالمي، خاصة في ظل الغموض الذي يلف مصير المواد النووية داخل المنشآت المستهدفة.
واشنطن تستعد لـ"رد شبه مؤكد"
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن البنتاغون يستعد لرد إيراني شبه مؤكد، مشيرين إلى أن طهران تمتلك خيارات متعددة، من بينها القدرات البحرية التي قد تُستخدم لإغلاق مضيق هرمز، أحد أكثر الممرات النفطية حساسية في العالم.
بريطانيا: البرنامج النووي الإيراني تهديد عالمي
على الجانب الأوروبي، أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن الضربة الأميركية تأتي ضمن "إجراءات للحد من التهديد النووي الإيراني"، معتبرًا أن البرنامج النووي الإيراني يشكّل تهديدًا خطيرًا للأمن الدولي.
ودعا ستارمر إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدًا أن استقرار الشرق الأوسط يجب أن يكون أولوية دولية في المرحلة الحالية.
ملامح تصعيد لا يزال يتبلور
وتأتي هذه التصريحات والتحركات الدولية في أعقاب الهجوم الأميركي الذي اعتُبر نقطة تحول حاسمة في الأزمة النووية الإيرانية، مع احتمالات مفتوحة لردود متبادلة قد تشمل الوكلاء الإقليميين، والممرات البحرية الحيوية، والمنشآت الحساسة.
وبينما تؤكد طهران أن اليورانيوم "بخير"، إلا أن السؤال الأبرز يبقى: كيف ستختار إيران توقيت ونوع الرد؟ وهل سيظل الملف النووي داخل مربع الحرب النفسية والردع، أم يجرّ المنطقة إلى صراع مفتوح؟

