حرب عالمية ثالثة.. روسيا تراها قريبة "دون مزاح"
حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، من احتمال تطوّر التصعيد بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة عالمية شاملة، مؤكدًا في الوقت نفسه أن موسكو لا ترى في هذا النزاع تهديدًا مباشرًا لمصالحها.
وفي منشور على قناته عبر تطبيق "تلغرام"، قال مدفيديف: "رغم تعقيدات الموقف، فإن ما يجري من فوضى بين إسرائيل وإيران لا يضر بمصالح روسيا بشكل مباشر"، مشيرًا إلى أن الكلفة السياسية والأمنية للصراع ستنعكس بالدرجة الأولى على الولايات المتحدة وحلفائها.
وسخر مدفيديف من السياسة الأميركية، قائلًا إن "معظم الأميركيين لا يعرفون حتى أين تقع أوكرانيا المحتضرة"، وأن "فريق ترامب الذي لا يرغب في إنفاق الأموال على صراعات لا تخص بلاده، بات الآن تحت ضغط كبير"، في إشارة إلى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
وتابع المسؤول الروسي: "الأمر مختلف حين يتعلق الأمر بإسرائيل الحبيبة... فليتعاملوا الآن مع مشروعهم المدلل"، في إشارة إلى الدعم الأميركي التقليدي لإسرائيل.
وحذّر في ختام تصريحاته من أن "الخطر الأكبر هو في تحول النزاع إلى مواجهة عالمية"، معتبرًا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سبق وأن حذّر من هذا السيناريو.
بوتين: العالم يقترب من حافة الصراع العالمي
وعبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، عن قلقه المتزايد من أن العالم بات يقترب أكثر فأكثر من شفير حرب عالمية ثالثة، مشيرًا إلى أن مؤشرات التصعيد أصبحت واضحة ومتصاعدة على الساحة الدولية.
وخلال مشاركته في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي، قال بوتين في ردّه على سؤال من الصحفيين حول احتمالات نشوب حرب عالمية جديدة: "الأمر مقلق بالفعل، وأقوله دون مبالغة أو مزاح... فهناك احتمالات كبيرة لاندلاع صراع واسع، وهذه الاحتمالات تتزايد، وهي أمام أعيننا، وتؤثر علينا بشكل مباشر".
وأكد بوتين أن الوضع الدولي الحالي يتطلب "اهتمامًا دقيقًا بالأحداث الجارية، والبحث عن حلول دبلوماسية وسلمية في جميع الاتجاهات"، محذرًا في الوقت ذاته من الاستهانة بخطورة التطورات الجارية.
كما أبدى قلقه إزاء الأوضاع في إيران، وخاصة قرب المنشآت النووية التي يعمل فيها خبراء روس على بناء مفاعلين جديدين في إطار التعاون بين موسكو وطهران، في وقت تتصاعد فيه المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل منذ 13 يونيو/حزيران الجاري.
تحذيرات متكررة من تدخل أميركي
في السياق ذاته، واصلت موسكو تحذيراتها للولايات المتحدة من مغبة التدخل العسكري في المواجهة الدائرة بين إسرائيل وإيران.
فقد اعتبرت الرئاسة الروسية، في بيان سابق اليوم، أن أي استخدام محتمل لأسلحة نووية تكتيكية ضد إيران سيكون "كارثة حقيقية".
أما المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، فقد قالت أمس الخميس إن بلادها تحذر واشنطن من "أي تدخل عسكري مباشر في النزاع القائم، لأنه سيكون خطوة في غاية الخطورة، وقد تترتب عليه عواقب لا يمكن توقعها".
من جانبه، طالب نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، الولايات المتحدة بعدم شن ضربات على إيران، محذرًا من أن ذلك "سيؤدي إلى زعزعة خطيرة لاستقرار الشرق الأوسط بأكمله".
وفي موقف موازٍ، دعت الخارجية الروسية إسرائيل إلى "الوقف الفوري" لهجماتها الجوية على منشأة بوشهر النووية الإيرانية، محذرة من المخاطر التي قد تتهدد الخبراء الروس العاملين هناك.
وتجدر الإشارة إلى أن منشأة بوشهر هي محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة في إيران، وتستخدم وقودًا نوويًا روسيًا يتم استرداده لاحقًا من قبل موسكو في إطار إجراءات لمنع انتشار الأسلحة النووية.

