هكذا تمكنت إيران من اختراق "درع إسرائيل الحديدي"
في تصعيد هو الأشد منذ عقود، أطلقت إيران نحو 400 صاروخ ومئات الطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، في رد غير مسبوق على هجوم جوي إسرائيلي أسفر عن مقتل أكثر من 240 شخصًا داخل الأراضي الإيرانية، بينهم نساء وأطفال.
ورغم تمتع إسرائيل بمنظومة دفاعية متعددة الطبقات، تضم أنظمة مثل "القبة الحديدية" و"آرو" و"ديفيد سلينغ"، فقد نجحت بعض الصواريخ الإيرانية، وخاصة الباليستية والمجنحة، في اختراق هذه التحصينات، مستهدفة مواقع حيوية في تل أبيب ومراكز القيادة، ما أعاد فتح تساؤلات كبرى حول قدرة تلك الأنظمة على التعامل مع التهديدات المعقدة والحديثة.
وأعلنت إيران أنها استهدفت مركزًا للاستخبارات العسكرية ومقرًا لعمليات الموساد، بينما أشارت تقارير إسرائيلية إلى وقوع إصابات مباشرة بمناطق سكنية وإصابة عشرات المدنيين، في وقت دفعت فيه هذه الهجمات مئات الآلاف إلى الملاجئ.
انهيار درع السماء: كيف تجاوزت إيران الدفاعات الإسرائيلية؟
تعتمد إسرائيل على بنية دفاع جوي معقدة تضم:
القبة الحديدية: لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى.
ديفيد سلينغ: للمسافات المتوسطة والطويلة.
آرو-2 وآرو-3: لمواجهة الصواريخ الباليستية العابرة.
بالإضافة إلى دعم أميركي من خلال منظومة "ثاد" المتقدمة.
لكن وفق محللين عسكريين، ومنها تصريحات نشرتها شبكة "الجزيرة"، فإن إيران استخدمت تقنيات متعددة لإرباك هذه الأنظمة، أبرزها:
الإغراق الصاروخي: عبر إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة دفعة واحدة.
الطُعم والتشويش: باستخدام أهداف وهمية وتشويش إلكتروني على الرادارات.
صواريخ فرط صوتية مثل "فتاح-2"، التي تفوق سرعة الصوت وتغير مسارها بمرونة.
الصواريخ المجنحة منخفضة الارتفاع مثل "هويزة"، ما يصعّب رصدها بالرادارات التقليدية.
هل بدأ العدّ التنازلي لنفاد الذخائر؟
يشير محللون إلى أن الطرفين قد يدخلا مرحلة "حرب الاستنزاف الصاروخي"، حيث يصبح الحفاظ على المخزون الدفاعي والردعي تحديًا استراتيجيًا. فرغم امتلاك إسرائيل لصواريخ اعتراضية متطورة، فإن استمرار الهجمات بهذا الزخم قد يضغط على قدراتها اللوجستية والمالية.
في المقابل، تبقى قدرة إيران على الاستمرار محل تقدير غير محسوم، لكنها أظهرت تطورًا كبيرًا في تصنيع وتخزين ترسانتها محليًا بعيدًا عن العقوبات الدولية.

