الاستخبارات تكتب فصول المواجهة بين إيران وإسرائيل

{title}
أخبار الأردن -

 

قال مدير وحدة الدراسات الإيرانية في مركز الإمارات للدراسات الدكتور محمد الزغول إن الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران يكشف عن وجه آخر للحرب، يتعمق في بُعدٍ أمني استخباري، ويحمل دلالات كبرى على طبيعة هذه المواجهة وطبيعة الأطراف المنخرطة فيها.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الحرب الإيرانية الإسرائيلية أظهرت بجلاء أهمية "العامل الاستخباري" كأداة حاسمة في معادلة الصراع بين قوتين تفصل بينهما أكثر من 1500 كيلومتر، وتتناقضان ثقافيًا واستراتيجيًا.

وبيّن الزغول أن بُعد المسافة الجغرافية، والغموض المحيط بكيفية صنع القرار داخل النظام الإيراني، إضافة إلى الطبيعة السرّية المحصنة التي تحيط بإسرائيل نفسها، جعل من المعلومات الأمنية عنصرًا فارقًا، مشيرًا إلى أن إسرائيل استفادت من تفوقها التكنولوجي وتحالفاتها الغربية لتكوين شبكة استخبارية متقدمة حول الداخل الإيراني، مقابل ضعف نسبي في القدرات الإيرانية بهذا الجانب نتيجة تراجع الدعم الفعلي من حلفائها الشرقيين.

وحول مستقبل المسار التفاوضي، خاصة بعد التصريحات المتضادة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، رأى الزغول أن "المعركة باتت أمام مفترق حاسم"؛ فإما أن تُفتح نافذة للحلول السياسية، أو تتوسع المواجهة بدخول الولايات المتحدة كلاعب مباشر، وهو سيناريو يبدو أنه يُعاد ترتيبه بعناية.

وأشار إلى أن استمرار الحرب المباشرة بين إسرائيل وإيران بشروطها الحالية غير ممكن، بالنظر إلى محدودية الصواريخ الإيرانية، وصعوبة وصول إسرائيل عسكريًا إلى العمق الإيراني، ما يجعل التوسع أو التسوية السياسية الخيارين الواقعيين المطروحين على الطاولة.

ولفت إلى أن طهران تدرك احتمال تدخل الولايات المتحدة، ولهذا بدت حذرة في استخدام قوتها، إذ لم تدفع بقواتها الجوية نحو المواجهة، وإنما نقلت أصولها العسكرية إلى مواقع آمنة بعيدًا عن مرمى النيران، مع توظيف محسوب للرد الصاروخي لتفادي فقدان التعاطف الدولي.

رجّح الزغول أن تبقى إيران في موقع "رد الفعل"، نظرًا لاعتمادها على الشرعية الدولية، مشددًا على أنها لن تبادر بهجوم استباقي قد يفقدها هذا الغطاء السياسي.

أما بشأن احتمال سقوط النظام الإيراني، فقد حذّر من التداعيات الكارثية التي قد تنجم عن ذلك، مذكّرًا بتجارب إسقاط الأنظمة في العراق، ليبيا، وأفغانستان، وما تبعها من فوضى، غير أنه أشار إلى "منحنى التعلم الأمريكي" في التعامل مع مثل هذه التحولات، مستشهدًا بإدارة الملف السوري كمثال على تطور أدوات واشنطن في تفكيك الخصوم دون الانزلاق إلى سيناريوهات الفوضى الشاملة.

وأردف الزغول أن النظام الإيراني ليس من الأنظمة التي تُجري مراجعات سياسية حقيقية، فهو كيان مؤدلج عسكريًا وعقائديًا، ما يجعله "ينكسر ولا يلين"، مضيفًا خامنئي حتى لو أراد تقديم تنازلات استراتيجية، فإن طبيعة النظام تمنعه من ذلك، باعتبار أن بنية الحكم ذات طابع عسكري - ديني متشدد لا يتيح هامشًا واسعًا للمناورة.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية