أبو زيد: معادلات كبرى تسقط أمام صمود المقاومة
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد، إن التطورات الميدانية في قطاع غزة بدأت تُحدث تغييرًا ملحوظًا في المزاج الأميركي، وتفرض ضغطًا متزايدًا على حكومة الاحتلال لوقف الحرب، التي وصفها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في اتصاله مع نتنياهو بأنها "حرب استنفدت نفسها".
وفي تصريح صحفي، أشار أبو زيد إلى أن الدعاية الإعلامية التي رافقت انطلاق ما سُمّيت بعملية "عربات جدعون" كانت أكبر بكثير من حجم العملية على أرض الواقع، مؤكدًا أنه لم تُسجّل أي تحركات برية كبيرة أو مؤثرة توحي بعملية عسكرية واسعة النطاق. وأرجع ذلك إلى نقص في القوى البشرية، وتردد لدى الجنرالات في الاستمرار بالمسار العسكري نتيجة الإنهاك وفقدان الجدوى الميدانية، ما أربك حسابات اليمين المتطرف داخل حكومة نتنياهو، التي لا تزال تصرّ على الاستمرار في القتال.
فشل استراتيجيات الاحتلال
وأضاف أبو زيد أن المقاومة لا تزال تلحق خسائر بقوات الاحتلال، في وقت باتت فيه إسرائيل تعتمد بشكل شبه حصري على الضربات الجوية، التي لم تحقق سوى الدمار والقتل، دون أن تؤدي إلى رفع العلم الأبيض من قبل الغزيين، رغم مرور 612 يومًا من القتال.
وأشار إلى أن هذا الواقع الميداني أسقط معادلة "صفر خسائر" التي تبناها رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي (واستند إليها لاحقًا إيال زمير)، كما أطاح بـ"معادلة النصر المطلق" التي يروّج لها بنيامين نتنياهو، ليبقى المسار التفاوضي هو الخيار الوحيد المتاح أمام الاحتلال في ظل الانسداد العسكري.
عرض تفاوضي جديد
وفي سياق متصل، كشف أبو زيد أن المقترح الأميركي الذي قدمه المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، حظي بموافقة أولية من حركة حماس قبل نهاية الأسبوع الماضي، لكنها أرفقته بملاحظات تتعلق بضمانات وقف نهائي للحرب، وهو ما رُفض آنذاك من قبل الجانب الأميركي والإسرائيلي.
إلا أن العرض الجديد المطروح حاليًا يتضمن إطلاق سراح 8 أسرى إسرائيليين أحياء في اليوم الأول من الاتفاق، وأسيرين آخرين في اليوم الستين (الأخير)، مع استمرار مفاوضات تثبيت وقف إطلاق النار خلال فترة الهدنة، بضمانات شخصية من ترامب وويتكوف.
وأوضح أبو زيد أن موافقة إسرائيل على هذا الطرح، إن حدثت، تعني أن المقاومة الفلسطينية نجحت في فرض مطلبها الأساسي وهو وقف إطلاق نار بضمانات أميركية، وهو ما يشكّل تحولًا استراتيجيًا في مسار الحرب وموازين التفاوض.
