السيناريو الأقرب لانهيار أو تفكك أميركا
قال الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي عامر الشوبكي إن الولايات المتحدة الأميركية لن تُهزم من الخارج، معتبرًا أن السيناريو الأقرب لانهيارها أو تفككها سيكون من الداخل، حيث يكمن – برأيه – الخطر الحقيقي على أميركا في أزماتها الداخلية المتفاقمة، وليس في التهديدات الخارجية.
تصريحات الشوبكي تأتي تزامنًا مع تصعيد خطير وغير مسبوق بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وسلطات ولاية كاليفورنيا، خاصة في مدينة لوس أنجلوس التي تشهد احتجاجات متواصلة ضد سياسات الهجرة والترحيل التي تنفذها الإدارة الفدرالية.
وكان ترامب قد هدد بتفعيل "قانون التمرد"، واصفًا ما يجري في لوس أنجلوس بـ"التمرد"، وأعلن إرسال 700 عنصر من مشاة البحرية للسيطرة على الأوضاع، ما أثار موجة غضب واسعة بين المسؤولين المحليين في الولاية.
وفي رد مباشر، قال المدعي العام لكاليفورنيا روب بونتا إن الولاية رفعت 25 دعوى قضائية ضد الرئيس، متهما إياه بـ"انتهاك القانون والدستور"، فيما أكد حاكم الولاية غافن نيوسوم أن قرار ترامب غير قانوني ويهدف لإحداث فوضى، مهددًا برفع دعوى جديدة للطعن في نشر قوات الحرس الوطني.
أما رئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس، فأعلنت أنها ستحاول الاتصال بترامب لإبلاغه بضرورة وقف مداهمات المهاجرين، التي تنفذها السلطات الاتحادية، معربة عن رفضها التام لهذا النهج التصعيدي.
وتوعد ترامب، من جهته، باعتقال حاكم الولاية بتهمة عرقلة تنفيذ القوانين الفدرالية، معتبرًا أنه لم يكن أمامه خيار سوى نشر القوات، وأضاف: "قد نضطر إلى نشر المزيد إذا استدعت الضرورة".
ويؤكد المحتجون أنهم مستمرون في التظاهر حتى سحب قوات الحرس الوطني، ووقف الاعتقالات والترحيل بحق المهاجرين، معتبرين أن الإجراءات الأخيرة تمثل انحرافًا خطيرًا عن قيم الحريات التي قامت عليها الولايات المتحدة.
يُشار إلى أن ترامب، ومنذ توليه منصبه، لطالما تعهد باتخاذ إجراءات صارمة ضد المهاجرين غير المسجلين، وسبق أن وصفهم بـ"الوحوش" و"الحيوانات"، ما زاد من حدة التوتر الداخلي في البلاد، وأثار انتقادات حقوقية ودولية واسعة.
