مفاوضات مباشرة بشأن اتفاق شامل في غزة
كشفت مصادر أميركية لشبكة CNN، الاثنين، أن الولايات المتحدة تستعد للدخول في مفاوضات مباشرة بشأن اتفاق شامل في قطاع غزة، وذلك عقب الإفراج المفاجئ عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكسندر، الذي كان محتجزًا لدى كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
وأعلنت كتائب القسام في بيان مقتضب مساء الاثنين عن قرارها إطلاق سراح ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية، عقب مفاوضات مباشرة جرت بين قيادة الحركة والجانب الأمريكي في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال الناطق العسكري باسم القسام، أبو عبيدة: "قررت كتائب الشهيد عز الدين القسام الإفراج عن الجندي الصهيوني المحتجز عيدان ألكسندر اليوم الإثنين"، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول طبيعة الصفقة أو شروطها.
وقف إطلاق نار مؤقت وغياب القصف
مصادر في حركة حماس أكدت لوكالة "فرانس برس" أن الإفراج جاء بعد حصول الحركة على ضمانات من كيان الاحتلال بتعليق العمليات العسكرية في قطاع غزة لتأمين عملية التسليم، وهو ما أكدته مشاهدات ميدانية في خان يونس، حيث غاب الطيران والقصف منذ ساعات الصباح.
كما أوضح مصدر قريب من حماس أن التفاهم تم بوساطة قطرية وضمانات أميركية، مشيرًا إلى أن العملية تمت دون فرض شروط سياسية من الجانب الأمريكي، في خطوة وُصفت بأنها "بادرة حسن نية" تجاه واشنطن.
وساطة قطرية ودور أمريكي مباشر
برز الدور القطري بشكل محوري في إنجاح المفاوضات، حيث جرت المحادثات المباشرة في الدوحة بين وفد أميركي يقوده المبعوث آدم بوهلر وقيادات من حركة حماس، تركزت حول ملفات حساسة أبرزها وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية.
وكانت واشنطن قد أعلنت في مارس/آذار 2024 عن إطلاق قنوات اتصال مباشرة مع حماس، رغم تصنيف الحركة على لائحة "المنظمات الإرهابية"، بهدف الوصول إلى تسوية سياسية تنهي القتال المستمر منذ 7 أكتوبر 2023.
ترمب يرحب: بادرة إيجابية قبل جولة الخليج
من جانبه، رحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بخطوة الإفراج عن عيدان ألكسندر، معتبرًا أنها مؤشر على انفتاح محتمل نحو تهدئة شاملة في غزة. وقال ترمب: "هذه خطوة مشجعة، ونأمل أن تكون بداية لإطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء النزاع"، وذلك بالتزامن مع استعداداته لبدء جولة خليجية ستشمل عدة دول.
ويُشار إلى أن ألكسندر هو آخر المحتجزين الأحياء من حملة الجنسية الأميركية في قطاع غزة، ما يضفي على هذه العملية بُعدًا سياسيًا وأمنيًا بالغ الأهمية بالنسبة للإدارة الأميركية.

