هل تقود المصاهرة في البيت الأبيض شرارة التصعيد بين الهند وباكستان؟

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الخبير العسكري محمد المغاربة إن كشمير تبرز – مجددًا –بوصفها منصة لإطلاق مشروع تفكيك توازنات الردع في آسيا، بما يخدم مصلحة الهيمنة الغربية وتصوراتها المستقبلية للأمن الإقليمي في ظل صعود قوى مضادة مثل الصين، وإيران، وباكستان.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الاستراتيجية الإسرائيلية الاستباقية – التي تقوم على تحييد مصادر التهديد المحتمل قبل اكتمال شروطه – تتقاطع مع التطلعات الهندوسية التوسعية لحكومة مودي، في سعي لتطويق العمق الباكستاني، لا عسكريًا فقط، وإنما عبر إحداث تحولات في البيئة السياسية الدولية الداعمة له.

وبيّن المغاربة أن هذا المشروع يُستبطَن في ثناياه تحوّلًا في أنماط النفوذ ذاته، حيث يصبح الانتماء العائلي، والمكونات الإثنية، والدينية للقيادات السياسية جزءًا من أدوات التوجيه الاستراتيجي، فاختيار جاي دي فانس، المرشح الجمهوري الأبرز لنائب الرئيس الأميركي، والمعروف بصلاته الصهيونية المحافظة، وزوجته ذات الأصول الهندية، ليس مجرد صدفة جيو-أسرية، وإنما تكثيف لتموضع الهويات داخل لعبة المصالح العميقة.

وإذا وضعنا زيارة فانس للهند في الأيام الأخيرة، جنبًا إلى جنب مع زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى واشنطن، فإننا أمام تحالف رمزي - مصلحي، يتم فيه توظيف العلاقات الشخصية لتسريع أجندات أمنية، يتصدرها مشروع تحجيم باكستان وضرب بُناها الدفاعية الردعية، في سياق أوسع يسعى إلى خنق المبادرات الصينية في الممرات الحيوية، لا سيما عبر الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني (CPEC) المرتبط بمبادرة الحزام والطريق، وفقًا لما صرّح به المغاربة لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

وأشار إلى أن فشل تجربة ريشي سوناك في بريطانيا لم يكن إلا محطة مؤقتة في هذا المخطط، حيث كان يُعَوّل عليه كواجهة هندية ناعمة في الغرب، لدعم الانعطافة الجيوسياسية التي تُراد للمنطقة، ومع سقوطه، أعيد تموضع اللوبي الهندي ضمن السياق الأميركي، عبر فانس، الذي يشكل مع نيكي هيلي وامتداداتها في الحزب الجمهوري رأس حربة لاستعادة النزعة الإمبريالية بواجهات غير تقليدية.

ونوّه المغاربة إلى أن ما يُطبخ لكشمير ليس معزولًا عن خرائط "التصميم الكبير" للمنطقة، حيث تُستخدم العلاقات الشخصية، والروابط العائلية، والانتماءات الطائفية، بوصفها أدوات في تشكيل ما بعد الدولة، وإعادة صياغة مفاهيم الردع، وتوجيه المسارات السياسية من خلال "الدبلوماسية الرمزية للقرابة والهُوية".

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية