"جنان" تُفارق الحياة في أحضان أمها في غزة
تُوفيت الرضيعة الفلسطينية "جنان"، البالغة من العمر أربعة أشهر، بين ذراعي والدتها آية السكافي، في أحد مراكز النزوح بقطاع غزة، جراء سوء التغذية ونقص الدواء، نتيجة الحصار الإسرائيلي المتواصل وإغلاق المعابر منذ أكثر من شهرين.
وتحدثت الأم، البالغة من العمر 21 عامًا، عن معاناة رضيعتها التي ولدت في أجواء القصف، وعاشت شهورًا من الجوع والعجز عن الحصول على العلاج، إلى أن توفيت داخل مستشفى الرنتيسي للأطفال بمدينة غزة، بعد محاولات فاشلة لإنقاذها وسط انعدام الحليب والدواء.
ويُعد هذا الحادث المأساوي أحد تجليات سياسة "التجويع الممنهج" التي يحذر منها مسؤولون فلسطينيون ودوليون، وسط تصاعد التحذيرات من دخول القطاع مرحلة متقدمة من المجاعة بسبب الحصار الإسرائيلي الكامل المفروض منذ 2 مارس/آذار الماضي.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ارتفع عدد الفلسطينيين الذين قضوا بسبب الجوع إلى 57 حالة وفاة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط انقطاع تام للمساعدات الغذائية والطبية.
من جانبه، صرّح المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، أن أكثر من 91% من سكان القطاع يعانون من أزمة غذائية خانقة، فيما لا يحصل نحو 65% منهم على مياه صالحة للشرب، وتواجه نسبة 92% من الأطفال والمرضعات نقصًا غذائيًا حادًا يهدد حياتهم.
وأكد البرش أن غزة تشهد انهيارًا تامًا في جميع القطاعات نتيجة استخدام إسرائيل للتجويع كسلاح حرب، في خرق صارخ للقانون الدولي الإنساني.
ويُشار إلى أن 2.2 مليون فلسطيني في قطاع غزة يعتمدون بشكل كلي على المساعدات، بينما نزح أكثر من 90% من السكان من منازلهم، ويعيش معظمهم في ظروف مأساوية وسط تفشي الأمراض والأوبئة.

