الغرايبة يكتب: لا نصر بالدعاء والبكاء
رحيل غرايبة
من يظن أن الحرائق سوف تنهي الكيان المحتل، فهو واهم.. من يظن أن الأعاصير والفيضانات سوف تقضي على أمريكا، فهو واهم.
من يكتب ويقول: معذرة أهل غزة، فلا نملك لكم شيئًا وسامحونا، ولا نملك إلا الدعاء، فهو مخطئ ولا عذر له، لا عند الله ولا عند أهل غزة.
قبل أن أوضح ما قلت سابقًا، إن لم يكن ما أقول واضحًا، اسمعوا عبارة قالها رئيس الصين: "يجب أن نتمكن من حمل الإناء بأيدينا، ويجب أن يكون الإناء صينيًّا، ويجب أن يكون الإناء مملوءًا حبًّا من إنتاج الصين."
عبارة الرئيس الصيني صحيحة، وهي بجوهر معناها تحمل فقهًا صحيحًا وفهمًا أحسن من أولئك الذين يظنون أنفسهم أنهم مؤمنون حقًّا.
نحن، إذا بقينا ننتظر حريقًا من السماء أو صاعقة أو إعصارًا يقضي على العدو المحتل، ونحن لا نملك شيئًا سوى الدعاء والبكاء والشكوى والعويل والشتم والسباب والانتظار، فينبغي أن ننتظر طويلًا، وسوف يطول مكث العدو، ولن تحدث المعجزات. لأن هذا الفهم ليس من الدين في شيء.
فالله لا ينصر القاعد العاجز الكسول المتثائب، إلا بعد أن يقوم ويفز ويعمل وينتج، ويُعدّ العدة، ويملك القوة بكل ما يستطيع، وبكل ما يملك من وسع ووقت وجهد وعقل وإرادة، وبعد أن يُحسن الفعل بعد إحسان الفهم والقول، ويُحسن النهوض المجتمعي بكل سننه وقوانينه ونواميسه.
وهذا ملخص عبارة الرئيس الصيني السابقة.
فلا يظنّن أحد لحظة واحدة أننا بهذا الحال الذي نحن عليه، مؤهّلون لتكريم الله لنا بالنصر والتمكين. فهذا، والله، عين الجحود والتقصير واللعب والعبث، الذي لا يُسرّ صديقًا ولا يُغيظ عدوًا.

