فريهان سطعان الحسن تكتب: "بالعربي".. أفكار تعانق السماء

{title}
أخبار الأردن -

  فريهان سطعان الحسن

في وقت تقاس فيه قيمة الأشياء بمدى قربها من التطور والحداثة والانفتاح على عالم الذكاء الاصطناعي؛ تجد اللغة العربية بكل ما تحمله من تاريخ وإرث وحضارة ونهضة، وكأنها تخوض معارك صامتة وباهتة، ففي أعين بعض أبنائها، هي أقرب لـ"عبء ثقيل" أمام اندفاع متسارع نحو لغات أخرى تشكل أداة الانفتاح نحو المستقبل


وسط كل هذه  المخاوف التي نستشعرها على لغتنا الأم، كانت مشاركتي في قمة "بالعربي" في الدوحة محطة تحيي الأمل في النفوس، وكأنني أدخل إلى قلب وروح العربية، أستنشق عبقها، وأسمع أصواتا تجزم أن العربية ستبقى نابضة بالحياة بعيون أبنائها، تخاطب العقل والروح، وتحكي قصصا ملهمة لا تنتهي.


عندما وصلت إلى أروقة "ملتقى المدينة التعليمية" في الدوحة، لم أشعر أنني أدخل قاعة مؤتمر تقليدية، ففي كل زاوية من زوايا قمة "بالعربي" التي أطلقتها مؤسسة قطر لإحياء جماليات لغة الضاد؛ كانت العربية تنطق بالجمال في كل زاوية وقاعة، وتبعث على الفخر بالانتماء إلى جذور لغتنا.


"للأفكار صوت وصدى"؛ لم يكن مجرد شعار للقمة، بل حالة شعورية يلمسها الحضور، داخل مجتمع القمة الذي يحاول ابتكار طرق واستراتيجيات لحفظ وعاء الهوية الحضارية لأمتنا.


في فضاء رحب اجتمع فيه أكثر من 800 مشارك من مختلف أنحاء الوطن العربي، سلطوا الضوء على قصصهم، وأصغوا لأكثر من 20 متحدثا، حملوا معهم وهج الشغف والإلهام والبدايات الجديدة.


في كل زاوية من أروقة الملتقى، كانت اللغة العربية تحتفي بنفسها، بلا ترجمة ولا وسائط تشرح نفسها، فخلال المعارض والورشات والحوارات والجلسات التفاعلية، لم نسمع كلمة واحدة بلغة أخرى، إنما العربية وحدها كانت تعبر عن نفسها بالتاريخ والفلسفة والثقافة والشعر والأدب والفن.


القمة جمعت مبدعين وشغوفين وملهمين، لتؤكد أن الاختلاف يجمع ولا يفرق، ففي تنوع اللهجات والثقافات تشكلت لوحة إبداعية موحدة، ليتجدد الأمل بداخلنا أن تمتد هذه الروح إلى كل عاصمة عربية، وإلى كل بيت ومدرسة وجامعة، لتحضر العربية في قلوب الأجيال، مؤسسة لمستقبل واعد ومزهر، نرفع فيه راية "نحن مجتمع بالعربي" بكل فخر واعتزاز.


كل قصة نجاح وكل مبادرة ملهمة، وجدت حضورها في العربية؛ اللغة التي منحت المشاركين القدرة على تقديم أجمل أنواع الخطاب، ليؤكدوا أنهم بلغتهم وصلوا العالمية، وطبعوا بالذاكرة بصمة لا تنسى.


نحن اليوم في أمس الحاجة إلى أن تنتشر مبادرات وملتقيات مثل قمة "بالعربي"، في زمن نشهد فيه تآكل لغتنا، وفخر الأبناء والآباء بإتقان اللغات الأجنبية، بل وأحيانا الخجل من لغتهم الأم، معتقدين أنها لا تتماشى مع إيقاع العصر الحديث ولا تناسب طموحاته وتطلعاته.


جميعنا نؤمن بأهمية تعلم لغات العالم والانفتاح عليه، فهذا أحد أبواب قوة المعرفة، لكن ذلك لا يعني التخلي عن اللغة الأم التي تشكل أساس هويتنا، والتي تتسيد لغات العالم، باحتوائها على 16 ألف جذر لغوي، في حين لا تضم أي لغة أخرى أكثر من خمسة آلاف.


لا يأتي التهديد الحقيقي للغة العربية فقط من اللغات الأخرى، بل من غياب الحديث عن قصص أبطالنا ومفكرينا وفلاسفتنا، وعمن صنعوا أعظم المساهمات العلمية والثقافية ونهضوا بالأمم، فنحن بحاجة مبادرات تربوية وتعليمية مستدامة تبقي كل ذلك حيّ في وجدان الأجيال.


واليوم في عصر الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، تصبح الحاجة ملحة أكثر للتمسك بجذور لغتنا، وأن تبقى لغة الضاد الصوت والصدى في كل مكان.


قمة  "بالعربي" تركت أثرا عميقا في نفسي، فهي تعلمنا كيف نصوغ مشاعرنا بأصدق المفردات، ونروي حكاياتنا بأجمل المعاني. كل هذا الامتداد العميق في الروح للغة الضاد، يزيدنا قناعة أن العربية تستحق بفخر أن نحملها في عقولنا وقلوبنا إلى الأبد، فليس هنالك أجمل من أن تكون لنا لغة كلما عشنا كلماتها، شعرنا أن لنا وطنا آمنا يحتضننا ونسكنه أينما حللنا.


في وقت تقاس فيه قيمة الأشياء بمدى قربها من التطور والحداثة والانفتاح على عالم الذكاء الاصطناعي؛ تجد اللغة العربية بكل ما تحمله من تاريخ وإرث وحضارة ونهضة، وكأنها تخوض معارك صامتة وباهتة، ففي أعين بعض أبنائها، هي أقرب لـ"عبء ثقيل" أمام اندفاع متسارع نحو لغات أخرى تشكل أداة الانفتاح نحو المستقبل.

 


وسط كل هذه  المخاوف التي نستشعرها على لغتنا الأم، كانت مشاركتي في قمة "بالعربي" في الدوحة محطة تحيي الأمل في النفوس، وكأنني أدخل إلى قلب وروح العربية، أستنشق عبقها، وأسمع أصواتا تجزم أن العربية ستبقى نابضة بالحياة بعيون أبنائها، تخاطب العقل والروح، وتحكي قصصا ملهمة لا تنتهي.


عندما وصلت إلى أروقة "ملتقى المدينة التعليمية" في الدوحة، لم أشعر أنني أدخل قاعة مؤتمر تقليدية، ففي كل زاوية من زوايا قمة "بالعربي" التي أطلقتها مؤسسة قطر لإحياء جماليات لغة الضاد؛ كانت العربية تنطق بالجمال في كل زاوية وقاعة، وتبعث على الفخر بالانتماء إلى جذور لغتنا.


"للأفكار صوت وصدى"؛ لم يكن مجرد شعار للقمة، بل حالة شعورية يلمسها الحضور، داخل مجتمع القمة الذي يحاول ابتكار طرق واستراتيجيات لحفظ وعاء الهوية الحضارية لأمتنا.


في فضاء رحب اجتمع فيه أكثر من 800 مشارك من مختلف أنحاء الوطن العربي، سلطوا الضوء على قصصهم، وأصغوا لأكثر من 20 متحدثا، حملوا معهم وهج الشغف والإلهام والبدايات الجديدة.


في كل زاوية من أروقة الملتقى، كانت اللغة العربية تحتفي بنفسها، بلا ترجمة ولا وسائط تشرح نفسها، فخلال المعارض والورشات والحوارات والجلسات التفاعلية، لم نسمع كلمة واحدة بلغة أخرى، إنما العربية وحدها كانت تعبر عن نفسها بالتاريخ والفلسفة والثقافة والشعر والأدب والفن.


القمة جمعت مبدعين وشغوفين وملهمين، لتؤكد أن الاختلاف يجمع ولا يفرق، ففي تنوع اللهجات والثقافات تشكلت لوحة إبداعية موحدة، ليتجدد الأمل بداخلنا أن تمتد هذه الروح إلى كل عاصمة عربية، وإلى كل بيت ومدرسة وجامعة، لتحضر العربية في قلوب الأجيال، مؤسسة لمستقبل واعد ومزهر، نرفع فيه راية "نحن مجتمع بالعربي" بكل فخر واعتزاز.


كل قصة نجاح وكل مبادرة ملهمة، وجدت حضورها في العربية؛ اللغة التي منحت المشاركين القدرة على تقديم أجمل أنواع الخطاب، ليؤكدوا أنهم بلغتهم وصلوا العالمية، وطبعوا بالذاكرة بصمة لا تنسى.


نحن اليوم في أمس الحاجة إلى أن تنتشر مبادرات وملتقيات مثل قمة "بالعربي"، في زمن نشهد فيه تآكل لغتنا، وفخر الأبناء والآباء بإتقان اللغات الأجنبية، بل وأحيانا الخجل من لغتهم الأم، معتقدين أنها لا تتماشى مع إيقاع العصر الحديث ولا تناسب طموحاته وتطلعاته.


جميعنا نؤمن بأهمية تعلم لغات العالم والانفتاح عليه، فهذا أحد أبواب قوة المعرفة، لكن ذلك لا يعني التخلي عن اللغة الأم التي تشكل أساس هويتنا، والتي تتسيد لغات العالم، باحتوائها على 16 ألف جذر لغوي، في حين لا تضم أي لغة أخرى أكثر من خمسة آلاف.


لا يأتي التهديد الحقيقي للغة العربية فقط من اللغات الأخرى، بل من غياب الحديث عن قصص أبطالنا ومفكرينا وفلاسفتنا، وعمن صنعوا أعظم المساهمات العلمية والثقافية ونهضوا بالأمم، فنحن بحاجة مبادرات تربوية وتعليمية مستدامة تبقي كل ذلك حيّ في وجدان الأجيال.


واليوم في عصر الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، تصبح الحاجة ملحة أكثر للتمسك بجذور لغتنا، وأن تبقى لغة الضاد الصوت والصدى في كل مكان.


قمة  "بالعربي" تركت أثرا عميقا في نفسي، فهي تعلمنا كيف نصوغ مشاعرنا بأصدق المفردات، ونروي حكاياتنا بأجمل المعاني. كل هذا الامتداد العميق في الروح للغة الضاد، يزيدنا قناعة أن العربية تستحق بفخر أن نحملها في عقولنا وقلوبنا إلى الأبد، فليس هنالك أجمل من أن تكون لنا لغة كلما عشنا كلماتها، شعرنا أن لنا وطنا آمنا يحتضننا ونسكنه أينما حللنا.


 

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية