الغرايبة يكتب: قضي الأمر الذي فيه تستفتيان
رحيل غرايبة
ماذا تعني قرارات ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من مؤسسات الأمم المتحدة ؛ مثل مجلس حقوق الإنسان والأنروا وغيرها ....؟! معظم قرارات الانسحاب الأمريكي من مؤسسات الأمم المتحدة كانت في الأعم الأغلب قديما وحديثا تعود إلى الادعاء بسبب انحيازها ضد اسرا.ئيل حسب زعمهم .. مما يشير بوضوح أن الأمم المتحدة ومؤسساتها عندما انشئت بدعم من دول التحالف المنتصر ب في الحرب العالمية الثانية وعلى رأسها الولايات المتحدة لم تكن من أجل إرساء السلم العالمي .. وليس من أجل احترام حقوق الإنسان .. ولا من أجل فض الصراعات الدولية وفقا لقواعد العدالة وبطرق سلمية .. إلا في حالة واحدة ؛ إذا كانت تحقق مصلحة أميركا وحلفائها فقط .. وليس من أجل دول العالم الأخر ؛ الثالث والعاشر ... ولذلك لم يتم تنفيذ قرار واحد يدين اسرائيل أو يأمرها بالإنسحاب من الأراضي المحتلة .. أو وقف عدوانها على الفلسطينيين والعرب عموما .. وقد بلغ الأمر بأن الولايات المتحدة اتخذت قرارات بمعاقبة قضاة المحاكم الدولية لأنها أصدرت قرارات بإدانة اسرا.ئيل وضرورة محاسة قادة الكيان المحتل لكونهم ارتكبوا جرائم حرب وحروب إبادة ضد أهل غزة ..
نحن أمام حقيقة لا تحتاج إلى دليل أو برهان .. أن أميركا ومن معها لا يرون الشعوب الأخرى أنهم من البشر .. بل إن اليهو.د يؤمنون بعقيدة مكتوبة ومعلنة وليست مستترة ولا يستحون من إعلانها على ألسنة رجال الدين لديهم أن الأغيار عبارة عن حيوانات خلقوا لخدمة شعب الله المختار .. وجعلوا على هيئة بشر من أجل الإستئناس فقط .. ولذلك لا حرج باستعبادهم أو قتلهم .. أوقتل أطفالهم ونسائهم وكبارهم وصغارهم أو تدمير بيوتهم ونفيهم وتشريدهم ..كل ذلك مباح وأفضل من مباح .. والقرآن وثق قولهم عندما قالوا : (.. ليس علينا في الأميين سبيل ).. ولذلك أحلوا كل المحرمات إذا كانت بحق الأغيار مثل الخداع والغش والسرقة و الزنا والإغتصاب والظلم والقهر والقتل ...
هذا القول ليس فيه ذرة مبالغة ..ومن يشك في ذلك بإمكانه الرجوع الى كتبهم وأسفارهم وصحفهم وأقوال كهنتهم السابقين واللاحقين .. وترامب من هذه الفئة قطعا ..
العالم كله أمام جملة من الحقائق القاطعة التي تكشفها الأفعال والاقوال الصريحة بكل بجاحة وبدون تورية .. فكل البشرية الأن أمام خطر إمساك هؤلاء البلطجية بالقوة المدمرة والنفسية المتعجرفة والسلوك الاستعلائي المتغطرس الذي يحتقر الآخر ويرى أنه غير جدير بالحياة .. وهم خطر ماحق يهدد البشر والشجر والحجر ...
أنظر كيف أن الزعيم ومن معه " صم بكم عمي.." أمام قتل عشرين ألف طفل وستين ألف مدني وتدمير بلاد بأكملها ولا يرى في ذلك فعلا يستحق الإدانة بكلمة واحدة ... بينما يبكي ويتأوه تجاه أسرى العدو المحتجزين في غزة ويصف بعض الذين خرجوا أنهم نجوا من معسكرات الإبادة .. وليس مستعدا أن يحس بمعاناة 18 الف اسير فلسطيني تحت التعذيب والتجويع والموت الموثق ..
نحن لا نشعر بالقهر والمرارة تجاه هذا هذا الفعل السادي البشع بقدر الشعور تجاه من يعتبرهم اصدقاء ويدين إليهم بالتبعية والخضوع من بيننا ...
وفي الختام نحن نكون مغفلين اذا اعتمدنا على هيئة الامم المتحدة ومؤسساتها في استعادة حقوقنا وأرصنا ومقدساتنا المحتلة ..
ونكون مغفلين اذا اعتمدنا على صداقتنا مع الولايات المتحدة لحماية بلادنا وشعبنا ...
ونكون أشد غفلة اذا ظننا لحظة أن معاهدات التسوية مع الكيان المحتل تؤمن لنا السلام والأمن في المستقبل .. أو أنها ستحول دون قيام العدو بخطوات توسعية في اي وقت يراه هو مناسبا ..
باختصار شديد ..لا نستطيع حماية أنفسنا الا بقوتنا التي نستمدها من ذاتنا .. من خلال امتلاكنا للقوة التي تردع العدو عن عدوانه .. وليس هناك أي فرصة للنجاة إلا من خلال ما يقوله لنا الله جل جلاله في كتابه الكريم : "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة .."
قضي الامر الذي فيه تستفتيان ..

