عربيات يكتب: الوطن مش وجهة نظر هنا الأردن

هاشم أمين عربيات
في زمن كثرت فيه الأصوات واختلطت فيه النوايا، يبقى الأردن أكبر من كل الخلافات، وأسمى من أن يكون ساحة للجدل العقيم أو المزايدات. نعم، نختلف، ننتقد، نرفع الصوت أحيانًا... لكن لا يحقّ لنا أن نهزّ جذور البيت الذي يؤوينا، أو نُضعف السقف الذي يظلّنا.
المرحلة اللي بنعيشها مش سهلة، لا داخليًا ولا إقليميًا، والمشهد من حولنا مشهوب بالتحديات والمؤامرات اللي بتتلصص على أي ثغرة، وبتنتظر أقل زلة لتندس من خلالها. ومن هون، واجبنا الوطني مش خيار، هو التزام أخلاقي وتاريخي نتحمّله كلنا، فردًا فردًا.
الوطن مش وجهة نظر. الوطن مش بوست عالفيسبوك أو هتاف عابر. الوطن كرامة وأمان واستقرار، وإلهب النار في عروقنا يوم نسمع اسمه أو نشوف علمه. وكل كلمة بتنقال، كل تصرف بنعمله، لازم نحط قدّام عيونّا:
"هل هذا الفعل بيخدم الأردن، ولا بفتح عليه باب شرّ؟"
النية الطيبة لحالها ما بتكفي. مش كل من قصد الخير أصاب الطريق. مرات بننوي نصحّح، بس نزيد الطين بلّة، ونصير أداة – من حيث لا ندري – بأيدٍ ما بتتمنى لنا غير الخراب. وهون بيجي دور الوعي، دور الحكمة، دور إنك تحب بلدك مش بس بشعارات، بل بمواقف حقيقية لما الجدّ يحكّ الجلد.
ما حدا فوق المحاسبة، كلّنا لازم نراجع حالنا. وأنا أوّل الناس. لأنّه أخطر الأخطاء، هي اللي بنقع فيها وإحنا مفكرين إننا على صواب.
الأردن مش ورقة بنلعب فيها، ولا ساحة تصفية حسابات. الأردن هو اللي ظلّنا لما كل شي حوالينا كان عم بينهار. هو الحضن الدافي اللي بيجمعنا كلنا، على اختلاف أفكارنا وألواننا ولهجاتنا. هو صوت الجيش عالحدود، هو المعلم بالصف، هو الفلاح اللي عم يفلّح الأرض وهو يقول: "هاي ترابها غالي."
وفي ختامها، نقول:
يا أردنَ، يا نبضَ الكرامةِ والمُنى،
نحميك لا نخشى الخطوبَ، فكلّنا
جُندٌ إذا نادى النداءُ، وكلاما،
نبني على العهدِ الطويلِ وفاءنا،
ونردُّ عنك الظلمَ... مهما تسامى.
حفظ الله الأردن أرضا وشعبا وقيادة