المقابلة لـ"أخبار الأردن": نوايا الاحتلال باتت أكثر وضوحًا من أي وقت مضى

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الباحث والناشط السياسيّ الدكتور معن المقابلة إن الخطة باتت أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، إذ لم يكن الانقلاب على اتفاق الهدنة واستئناف العدوان مجرد رد فعل آنيّ أو قرارًا طارئًا، بقدر ما هو كان مخططًا مبيّتًا منذ البداية، أُعدّت تفاصيله بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية، في محاولة لإعادة تشكيل المشهد السياسي والميداني بما يخدم مصالح الاحتلال.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أنه وبعد 471 يومًا من الفشل في حسم المعركة عسكريًا أمام المقاومة، لجأ العدو إلى المناورة السياسية عبر المفاوضات غير المباشرة، مستخدمًا الوسطاء للضغط على حماس لتسليم سلاحها والخروج من غزة، غير أن وقف إطلاق النار لم يكن سوى فرصة لترتيب الأوراق وإعادة التموضع استعدادًا لجولة أكثر شراسة من الحرب.

وبيّن المقابلة أنه تم إحكام الحصار المطبق على غزة، بحيث توقفت إمدادات الغذاء، والدواء، والطاقة، في محاولة لإضعاف الروح المعنوية للمقاومة وفرض واقع قاسٍ على المدنيين، الأمر الذي يهدف إلى دفع القطاع نحو حافة الانهيار الإنساني والضغط على المقاومة من الداخل.

وذكر أن الأمر لم يقتصر على التواطؤ السياسي والدبلوماسي، فقد امتد إلى قمع الأصوات الداعمة للقضية الفلسطينية، حيث تم استهداف الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية من خلال اعتقال الطلبة الناشطين، مثل محمد خليل، في محاولة لإجهاض موجة التضامن المتصاعدة التي باتت تشكل عبئًا سياسيًا على صناع القرار في واشنطن.

وأشار المقابلة إلى أن التصعيد لم يكن محصورًا في غزة فحسب، ذلك أن العدوان جاء على اليمن جزءًا من خطة شاملة لإضعاف الجبهات المتصلة بالقضية الفلسطينية، إذ تم توجيه ضربات عسكرية مكثفة تهدف إلى إضعاف قدرة اليمنيين على التأثير في مسار المعركة الإقليمية ضد الاحتلال، مما يعكس إصرارًا على تطويق المقاومة وعزلها عن أي دعم خارجي.

ولفت الانتباه إلى أن الورقة الأخيرة التي يعوّل عليها الاحتلال وأعوانه هي استخدام جماعة السلطة داخل القطاع، عبر رجال دحلان وأذرعه الأمنية، لمحاولة إحداث شرخ في الجبهة الداخلية وإضعاف المقاومة من الداخل، وهو تكتيك ليس جديدًا في تاريخ حركات التحرر الوطني، حيث لطالما استخدم المحتلون أدوات داخلية لضرب القوى المقاومة.

واستطرد المقابلة قائلًا إن ما يجري اليوم في غزة ليس استثناءً من سياق التاريخ الطويل لحركات التحرر في العالم، فالتجربة الفيتنامية، والنضال الجزائري، والمقاومة الأفريقية ضد الاستعمار، والجهاد الأفغاني، كلها قدّمت ملايين الضحايا، وواجهت خيانات من الداخل، وتعرّضت لمحاولات تآمر مستمرة، لكن النتيجة كانت دومًا تحقيق النصر، رغم كل الأثمان الباهظة.
أما في الحالة الفلسطينية، فإن ما يجعل التحدي أكبر وأكثر تعقيدًا هو أن الاحتلال لا يقاتل وحده، بل يلقى دعمًا مباشرًا من قوى كبرى، وتواطؤًا إقليميًا يسخّر المليارات لإجهاض مشروع المقاومة. ومع ذلك، فإن الرهان الحقيقي يظل على صمود الفلسطينيين والتفافهم حول المقاومة، باعتبارها الخيار الوحيد الذي أثبت فعاليته في مواجهة الاحتلال عبر العقو، وفقًا لما صرّح به لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

ونوّه المقابلة إلى أن الاحتلال يضع كل رهاناته على استنزاف المقاومة عبر الحصار والضغط الداخلي والخارجي، لكنه يغفل حقيقة أن المقاومة ليست مجرد سلاح، بل عقيدة متجذرة في وجدان الشعب الفلسطيني، ومهما كانت الأدوات المستخدمة لإضعافها، سواء بالقوة العسكرية، أو التآمر السياسي، أو الاختراق الداخلي، فإن صمود الفلسطينيين عبر العقود الماضية يثبت أن إرادة التحرر لا تُهزم بالمؤامرات، وإنما تتغذى عليها وتتحوّل إلى وقود لمزيد من الصمود والنضال.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير