سلامة يكتب: ( الاخوان المسلمون ، مسألة ام مشكلة وطنية ) !!!!

أحمد سلامة
كان الملك الشهيد والذي اسس هذا الجزء من امة العرب على التقوى والعدل ، يقوم بنفسه بفحص الاءمة الشرعيين ، وكذلك قضاة الشرع ويعقد لهم امتحان القبول في الاقصى اما بعد واما قبل اداءه فريضة صلاة الجمعة في الاقصى الذي باركنا حوله …
ومن ضمن الدعاة الهاشميين الذين نجحوا في امتحان ذلك الاشم ( ابو طلال ) ، سماحة المرحوم الشيخ عبد الله غوشة اقضى قضاة الاردن، ولقد عمم الشيخ غوشة بعد ان استرجعه من سيرة السلف الصالح ابتهاله الاسبوعي (اللهم اره الحق حقا وارزقه اتباعه ، واره الباطل باطلا وارزقه اجتنابه) وهو دعاء نسبه البعض للحبيب المصطفى صلوات الله عليه وسلامه من غير سند.. ورده اخرون لابي بكر الصديق رضوان الله عليه، وقيل اول من اطلقه سيد العدل والشهيد الاول في الامة من خلفاءها الفاروق( عمر )المبجل في الدنيا والمكرم في الاخرة.
كان الملك الشهيد يستعذب هذا الدعاء وسنظل نردد هذا الدعاء ليس للحاكم وحسب بل لكل من له بصناعة او صياغة قرار وطني في المستوى الامني والاقتصادي والسياسي، ونحن احوج ما نكون اليوم لهذا الدعاء الابتهالي الحنون...
… لماذا بدات بالملك الشهيد وسيرته المباركة ؟! لانه المرجع والملهم لقيادتنا ولنا اجمعين ..
ولقد خص الملك الشهيد احباب الله ودعاة خط الاسلمة ، وحملة شعار ( الاسلام هو الحل ) من جماعة الاخوان المسلمين فينا، بكل المودة والرعاية والحدب، منذ تدشين مقرهم في قلب العاصمة.. وبالمقابل حرص الدعاة الاوائل منهم على ذلك الولاء الصافي لبلدهم ولمليكهم.
هل صحيح ان الجغرافيا تعكس ذاتها على احاسيس الناس ومسلكياتهم ؟!
تلك مدرسة في التفكير . لكن المدرسة الاوفى عندي في الاحترام والاعتماد هي اعتماد ( العقل ، والوعي ، والمعرفة ) هذا الثالوث الارقى في تشكيل عقول البشر ..
ولذلك فان شامية المؤسس عبد اللطيف ابو قورة، ومن ثم خضرة المكان الذي انجب المرشد الثاني في السلط ( محمد عبد الرحمن خليفة ) قد انعكس ايجابا على نعومة المواقف ومرونتها لدى الجماعة..
ومن ثم غطست الجماعة في بحور التشدد حين آلت مآلات الجماعة الى قيادات شابة وحدث ( ترييف للقيادة ) !!
..في ظني ان الغوص في تاريخ العلاقة بين الدولة وبين ( جماعة الدولة من الاخوان المسلمين ) لا يجدي الا في باب التذكير لاسترداد بعض هدوء في الحوار الان..
وبمنتهى الوضوح، فإن حزب الاخوان المسلمين يعبر في هذه اللحظة التاريخية الفارقة من عمر الأمة الاردنية مازقا معتما ومحرجا، على كل الحكماء والعقلاء العمل على الرجوع خطوتين من طرف الجماعة وخطوة من من لدن حلقات الدولة المعنية !!
والذي حثني ودفعني الى ابداء رأيي في هذه المسالة الشائكة ، أنّ جهة الجماعة لديها من ينفخ تحت نار ليست في مصلحتها ان استعرت لا قدر الله، وفي المقابل ، فان مجموعة من التحريضين ربما بحسن نية مرة، وبمغالاة في التمسك بالروح الوطنية مرة، وبمصلحية ضيقة مرة ثالثة، ترى ان استئصال بالاشتباك مع الاسلاميين مصلحة وطنية ضرورية !!
وبكامل التمسك بالنية الحسنة في تفسير النصوص من الجانبين، فانني اناشدهما كلاهما ان يضعا مصلحة الاردن فوق حساباتهم
وان يظل العرش الهاشمي فوقنا جميعا حكما لا حاكما وحسب وان نهدأ قليلا لان العصبوية في التفكير قد تقود الى مخاطرة لا سمح الله مهلكة وثمنها باهظ
وبازاء هدا الترجي فانني اضع هذي الملاحظات كأرضية قد تساعد او تعين في الاسهام ببث روح اخرى بديلا للمواجهة …
لمن يحب او لم يزل مستعدا الاستماع الى راي اخر لجماعة الاخوان انصح …
اولا :
إن التمسك بشعار ( الاسلام هو الحل ) يحتاج الى مراجعة جسورة وموضوعية ففي النطاق الاردني . يوجد مسيحيون ، وعلمانيون ، وقوميون ، ووطنيون لا يرون ان الاسلام الحل لمشكلاتنا ، لذا فان هذا التبجح بـ (ال التعريف ) هو استقواء واستباحة
للاخر ان الاوان التخلي عنها ليصير ( الاسلام هو حل ) وليس ( الحل ) .!!
ثانيا :
ان جماعة الاخوان ليسوا قوة بديلة للدولة ، وليسوا خارجين عن اطارها ولا يصح اعطاء انطباع بهذا سواء للامريكان، او الاوروبيين، او لجمهور الجماعة .. فالدولة هي الاصل وهي المنتهى، والدولة الاردنية لا تخص ( شخص جلالة الملك وحده بل كل السلالة معنية بالدولة ، ولا تخص جهاز المخابرات وحده، وان كان اخذ على عاتقه مسوولية المواجهة المباشرة لقضايا شائكة)
الدولة الاردنية ؛ هي دولة الامة
والامة الاردنية كتعبير اتبناه شخصيا ليس استبدالا ساذجا لروح الامة بل لأننا الأحق والاكثر كفاءة في التعبير عن روح الامة ( سلالة عرش ، واجهزة امنية ، وحكومات ، واخوان مسلمين ، وكل ناس الاردن).
وجماعة الاخوان جزء من دولة الامة وليست بديلا لها
ثالثا: احباب الله في الحركة الاسلامية
لا بد ان تجيبونا وان تجيبوا انفسكم في امر القاعدة الشرعية الصحيحة ( من مات وليس في عنقه بيعة ، مات ميتة الجاهلية ) وانه لايجوز الخروج عن الحاكم الظالم ( ستون ليلة تحت حاكم ظالم ، خير من ليلة من غير حاكم ) !!!
هل تبايع كوادركم الامام ام ( جلالة الملك ) ؟!
هذا سؤال فقهي وليس سوالا سياسيا وان البيعة واشهارها لها تعبيراتها مثلا رفع العلم الاردني في مسيرات التأييد للدم الفلسطيني المراق في غزة والضفة الغربية، صورة من صور البيعة والتعبير عن الولاء لجلالة الملك في الهتاف صورة من صور البيعة ، والدعاء للملك في خطبة الجمعة بيعة للملك ..
رابعا : بصراحة اخوية وملؤها التبجيل لسماحة الاخ الشيخ مراد العضايلة لم ارض له تلك المواجهة مع عابر سبيل في الشارع ، ومحاججة من نوع لا يمكن ان يرضى بها حكيم او عاقل وانا لن اتحدث عن الطرف الاخر ليس انتقاصا لقدره ، بل لانني اجهل من هو وما او من يمثل ..
واتوجه في حديثي الى الشيخ الورع مراد العضايلة !!!
لا يصح في مكانتك وسمو قدرك ان تقبل وانا شخصيا لم اقبلها اضطرارك الى المحاججة في الشارع لاي كان الطرف الاخر !!
فانت شيخ جليل لا يصح ان تبقى نزيل الشوارع في كل مسيرة او مظاهرة !!
لان وقار القيادة يلزمك ان تتجنب ذلك فماذا لاسمح الله لو الحق بك اذى اثناء احدى المسيرات ؟! وهذا محتمل لان الشارع لا قانون له يضبطه لمتفلت من هنا او لمصلحة خارجية من هناك ساعتئذ ستدخل الدولة في مواجهة لا ضرورة لها..
فالشيخ مراد هو سليل مكان اسمه الكرك والكرك ليس مكانا عابرا او ذات معنى عاديا في مغازي وحواف التكوين الاولى للدولة
فاهل الكرك لم يرثوا قلعة من حجارة وحسب بل كان في قلب كل كركي وكركية قلعة للصمود والتصدي في الدفع عن الوطن ..
والشيخ مراد ابن هذا المناخ والشيخ مراد ابن عشيرة العضايلة من غساسنة اهل الشام الذين عربوها قبل فتحها واشاعوا الاسلام فيها بعد تحريرها من النير البيزنطي البغيض .
والعضايلة انا اتشرف بمعرفة رجالاتها اهل فضل وطيب ومحبة وتسامح واهل جند الله من الجيش العربي النبيل .. وان وجوده على رأس الجماعة يعتبر عندي شخصيا ضمانة حب وضمانة ولاء ناعم والنأي بالجماعة عن تعبيرات سادت بالمجان ومن غير معنى لكسبة صاروا كتبة في بلاد العرب مثل ( المكاسرة ، والمغالبة ، والشيطنة ) وهلم جر …
الشيخ الطيب مراد قائد وطني نبيل لا يجوز ان تشارك في مسيرات جماهيرية ، اعرف ان حوابا قد يكون جتهزا عكس هذا المطلب لكني التمس التفكير والمراجعة
خامسا: المخابرات والجماعة …
ليس عندي ادنى ريب ان سوء فهم يقع دوما بين اجتهادات الجماعة وموقف المخابرات في تصريف شوءون هذه المرحلة الصعبة .. او تفاوت يزعج الطرفين في الفهم ..
لكن … ومن دون اي ظل مصلحي يربطني بهذه الدائرة العتيدة ورجالاتها في هذه المرحلة سوى مصلحة الوطن
اقول للجماعة مهما ترون من قسوة على مواقفكم من الدائرة فانها رد فعل على تصرفات لكم تتجاوز المالوف ..
ولولا المخابرات العامة في المملكة الاردنية الهاشمية. لما تمكن ثلاثة افراد من حماعة الاخوان المسلمين السير في مسيرة تمجد الشهيد الضيف ..
يضيقون عليكم ؟ هذا طبيعي
نحن ابناء النظام حين نجتهد خارج تصورهم يقسون علينا لانهم هم من يجلس خلف المقود واذا الذي يجلس بجوار السائق على كل منعطف يمد يده للمقود ليعين السائق على القيادة فان المركبة لن تصل الى مرادها يا شيخنا مراد ..
.. لقد اتهم جهاز المخابرات العامة بالتواطئ مع جماعة الاخوان المسلمين ذات ضحى صعب تدريبا وتسليحا ، وكان الجماعة دوما اقرب الاقرب الى التصور الامني !
السؤال …
هل تغيرت المخابرات ام ان الجماعة هي من تغيرت ؟؟!
سؤال
مهمة الجماعة الاجابة عليه وليس المخابرات
وختاما لهذه النقطة
اقول لن تجدوا ارحم من المخابرات في التعاطي معكم وتذكروا ان سياسيا في وزارة الخارجية هو من امر بوضع الكلبشات في زنود المغادرين لقطر من شباب حركة الإخوان المسلمين / حماس.
وانني اذا التمس حد التوسل من قادة الحركة الا يعتبروا نجاحهم الماسح الكاسح في الانتخابات الاخيرة تحديا ( للمخابرات )
بل ان احدى صور نتيجة الانتخابات هو ( همالة الخصوم ) وان نجاحكم بصيغته الاحتفالية يجب ان تحسبوه للمخابرات وليس تحديا لها
هل تزعجكم تصرفات الدائرة !؟
بالحوار يمكن حل كل شيء ولا احسب انكم بعيدون عن ذلك فقط
اصبروا وصابروا وفكروا وتبصروا امر الله في هذا الوطن الذي لم يعد اي وطن غيره للامة في مشرقها واتقوا الله بانفسكم وبوطننا
فالتأزيم خسارة للجميع، وعليكم ان تنزعوا من حساباتكم انكم طرف او بديل او جماعة متساوية مع اجهزة الدولة
انتم جماعة .. نحبكم لانكم مسلمون ونحبكم لانكم دوما كنتم قبل الربيع العربي مع بلدكم ونحبكم لاعتدالكم ، ونحبكم وندافع عن مسيرتكم لاننا نثق انكم في النهاية ( انتم غير )
انتم لن تقترفوا مغامرات زملائكم في بلاد مجاورة وانتم تعلمون ان حمايتكم لتظلوا جزءًا من الامة الاردنية له ثمن باهظ ..
من يخسر !!
ان بقي الشد والرخي بهذه الصورة التي اوصلتنا الى حوارات الشوارع !!
انتم اولا من سيخسر خذوها نصيحة من محب فكل ما حولنا ( قلوبها مليانة ) وانا جميعا لخاسرون
فاتقوا الله في العشر الاواخر المباركة
واجنحوا للعقل والتفكير
هدانا واياكم الله سبحانه