تقرير: جيش الاحتلال يخطط لعملية برية واسعة في غزة

أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، استنادًا إلى محللين أمنيين مطلعين على خطط جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأن الأخير يستعد لتنفيذ عملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة أن هذه العملية قد تشمل استهداف عدة مناطق داخل القطاع باستخدام قوة عسكرية أكبر، مع إبقاء الجيش الإسرائيلي على مواقعه داخل غزة.
وبحسب المصادر التي استندت إليها الصحيفة، فإن إسرائيل قد تتحمل دورًا أكبر في توزيع المساعدات داخل القطاع المحاصر، في ظل استمرار التصعيد العسكري.
وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى انخفاض التأييد الشعبي الإسرائيلي لاستمرار الحرب على غزة، خاصة مع تجدد العمليات العسكرية.
وأوضحت أن شريحة كبيرة من الإسرائيليين يرون أن الحل التفاوضي هو السبيل الوحيد لضمان عودة المحتجزين أحياء، على الرغم من رغبتهم في إضعاف حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
فورين بوليسي: حماس لن تُدمر
من جانب آخر، نقلت مجلة "فورين بوليسي" عن آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في وزارة الخارجية الأميركية، أن تجدد الغارات الإسرائيلية على غزة لم يكن مفاجئًا، حيث يرتبط التصعيد العسكري بشكل مباشر بالأزمات السياسية التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأضاف ميلر أن فرص تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة كانت ضئيلة للغاية منذ البداية، موضحًا أن حركة حماس لن تفرج عن الأسرى دون ضمانات قوية، وهي ضمانات لم تقدمها الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة.
وأكد المفاوض الأميركي السابق أن حركة حماس لن تُدمر، وستظل قوة مؤثرة في غزة رغم الضغوط العسكرية الإسرائيلية.
تصعيد إسرائيلي واسع واستهداف للمدنيين
في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة بشن هجمات مكثفة استهدفت مختلف مناطق القطاع، وأسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، وفق تقارير طبية.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن الهجمات الأخيرة أدت إلى استشهاد أكثر من 440 شخصًا وإصابة 562 آخرين، بينهم حالات خطيرة، فيما تستمر جهود فرق الإنقاذ في انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.
وأشار الإعلام الحكومي في غزة إلى أن نحو ثلثي الضحايا هم من النساء والأطفال، بينما وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مقتل 150 طفلًا خلال هذه الغارات.
من جانبه، صرح المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، بأن الحركة تجري اتصالات مع الوسطاء وأطراف دولية لوقف التصعيد، مشددًا على ضرورة الالتزام بالاتفاقات السابقة التي تم التوصل إليها برعاية دولية.
نتنياهو: المفاوضات ستستمر تحت القصف
وفي المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العمليات العسكرية ضد حماس ستتصاعد، مشيرًا إلى أن المفاوضات ستجري "تحت النار"، وأن إسرائيل ستواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها.
ويأتي هذا التصعيد في ظل أزمة إنسانية خانقة يعيشها قطاع غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الوقود والمواد الأساسية، نتيجة استمرار إغلاق المعابر من قبل السلطات الإسرائيلية.
جدير بالذكر أن الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت عن أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 14 ألف شخص ما زالوا في عداد المفقودين.