ما الذي تريده إسرائيل من حماس؟... الرداد يجيب "أخبار الأردن"

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور عمر الرداد إنه لا علاقة مباشرة بين العملية العسكرية التي تنفذها إسرائيل حاليًا في قطاع غزة واستئناف الحرب ضد حركة حماس من جهة، وبين الضربات الأمريكية التي تستهدف جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن من جهة أخرى، فالسياقان مختلفان، ولكل منهما محدداته السياسية والاستراتيجية.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن العملية الجارية في غزة تأتي نتيجة مباشرة لفشل مفاوضات تبادل الأسرى والرهائن، والتي تعثرت بعد رفض حركة حماس للخطة المعدلة التي طرحها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن تشارلز ويتكوف.

وبيّن الرداد  أنه من المرجح أن يكون التصعيد الإسرائيلي قد جاء بغطاء أمريكي ضمنيًا أو بضوء أخضر، لا سيما في ظل حاجة واشنطن لإبقاء إسرائيل ضمن سياق الضغط العسكري المتواصل على حماس لتحقيق مكاسب تفاوضية لاحقًا.

ونوّه إلى أن البعد الأهم في هذه العملية يرتبط بالسياق الداخلي الإسرائيلي، حيث جاء استئناف الحرب استجابةً للضغوط المتزايدة من تيار اليمين المتطرف، الذي هدد بالانسحاب من الحكومة إذا لم يتم استئناف العمليات العسكرية، وقد مهد لهذه الخطوة التغييرات التي أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في هيكلية القيادة الأمنية والعسكرية، بما في ذلك إقالة مدير جهاز الشاباك وتعيين قيادات ذات توجهات يمينية أكثر قربًا من الحكومة الحالية، في تعديلات تعكس اتجاهًا نحو تبني سياسات عسكرية أكثر تشددًا، تتماهى مع مطالب الشارع اليميني، الذي يضغط من أجل استمرار العمليات العسكرية حتى تحقيق "الحسم الكامل" ضد حماس.

ولفت الرداد الانتباه إلى أن هناك مؤشرات واضحة لاستئناف إسرائيل الحرب، أبرزها العروض العسكرية التي نفذتها حماس خلال عمليات تبادل الأسرى، والتي اعتبرتها إسرائيل استفزازًا وتحديًا مباشرًا، إلى جانب منع إدخال المساعدات الإنسانية عبر المعابر منذ أكثر من أسبوعين، وهو ما يعكس توجهًا إسرائيليًا للتصعيد التدريجي، إلى جانب تنفيذ عمليات عسكرية محدودة خلال فترة الهدنة، ورفض تل أبيب الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة، التي كان يفترض أن تبدأ مطلع شهر آذار الجاري، كلها كانت مؤشرات على أن استئناف القتال كان مسألة وقت فقط.
ونبّه من أن العملية الحالية هدفها الأساسي هو الضغط على حماس للقبول بشروط جديدة بشأن ملف الرهائن، وليس الذهاب إلى تصعيد طويل الأمد قد يجر تداعيات سياسية وعسكرية غير محسوبة.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية