هناك ما يجب الالتفات إليه بشأن غزة

قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور حسن المومني إنه لا يمكن النظر إلى مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول غزة، والتصريحات والرسائل المختلطة المتناقضة التي رافقتها، بمعزل عن السياق السياسي الأشمل.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه الطروحات تبدو مجرد خطوة تمهيدية ضمن عملية طويلة ومعقدة قبل الوصول إلى القضايا الجوهرية المرتبطة بالحل النهائي، الذي يُفترض أن يفضي إلى صيغة حل الدولتين.
وبيّن المومني أن الخطة المصرية البديلة، التي لم تكتفِ بالحصول على توافق عربي واسع فحسب، وإنما وجدت تأييدًا دوليًا، ما يعكس رغبة إقليمية ودولية في إيجاد مقاربة أكثر استقرارًا لإدارة الأزمة، ومع ذلك، فإن هذه التحركات، على أهميتها، تبقى في جوهرها مجرد معالجة تكتيكية للوضع القائم، ما لم يتم التأسيس عليها لطرح استراتيجي يأخذ بعين الاعتبار الأبعاد السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والإنسانية للصراع.
ولفت الانتباه إلى أن تثبيت وقف إطلاق النار والتعامل مع مسألة إعادة إعمار غزة يُعدّان من الأولويات الملحة، لكنهما لا يرقَيان إلى مستوى القضايا الجوهرية المتعلقة بالحل النهائي، الذي يفترض الوصول إلى مرحلة تفاوضية تضع أسسًا صلبة لمسار سياسي مستدام، أما الخطر الحقيقي، فيكمن في أن تظل التطورات محصورة في نطاق التفاهمات المؤقتة، التي لا تتجاوز حدود وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، والدخول في هدنة متوسطة الأمد، لن تفضي في أحسن الأحوال إلا إلى تثبيت الوضع الراهن، دون معالجة جذرية لجذور الصراع.
واستطرد المومني قائلًا إن دوران الأزمة في هذا الإطار المحدود، يعني أن الفرصة التي خلقتها التضحيات والدماء والدمار قد تضيع، ما يعيد المنطقة إلى دوامة التصعيد المستمر، بدلًا من استثمار اللحظة الراهنة في فرض معادلات جديدة تُلزم الأطراف الفاعلة بالسير نحو حل سياسي شامل، ينهي دوامة العنف ويضع حدًا للرهانات قصيرة الأمد التي لطالما أدت إلى انفجارات متتالية للصراع.