أزمة الساحل.. إيران متهمة بالعبث في أمن السوريين
شنَّ فلول النظام السوري هجومًا على نقاط عسكرية تابعة لوزارة الدفاع السورية في منطقة اللاذقية وطرطوس ليلة الخميس، مما أسفر عن مقتل حوالي 100 من أفراد الأمن، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتعد هذه الحادثة الأشد منذ انهيار النظام البائد، مما دفع قوات الأمن ووزارة الدفاع السورية إلى البدء بعملية تطهير شاملة للفلول في تلك المناطق.
وفي أول تعليق له على الحادثة، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن "وحدة سوريا من كل الجهات هي الأمر الأهم بالنسبة له".
وشدد على أن سوريا "واحدة موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، ولا فرق بينها بين السلطة والشعب".
وأضاف الشرع أن بعض فلول النظام الساقط حاولوا اختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها، معبرًا عن أن "إذا مست محافظة سورية بشوكة، تداعت لها جميع المحافظات لنصرتها وعزتها". كما حذر من أي محاولة لتفكيك الوحدة الوطنية في البلاد.
إيران وتدخلها في الشؤون السورية
من جانب آخر، علق وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، على ما وصفه بـ"الحرب الخفية" التي تواجهها سوريا، وذكر عبر منصة "أكس" أن بلاده تطالب إيران باحترام إرادة الشعب السوري وسيادته، محذرًا من التدخلات الإيرانية التي قد تؤدي إلى بث الفوضى في البلاد، وتوعدهم بتداعيات تصريحاتهم حول الأوضاع في الساحل السوري.
في وقت لاحق، تعالت الأصوات التي نسبت أعمال الشغب إلى العميد غياث دلا، أحد أبرز الموالين لإيران في نظام الأسد، والذي كان قد حارب في صفوفه في الفرقة الرابعة.
وارتبط دلا ارتباطًا وثيقًا بإيران وسبق له أن نسق العديد من العمليات مع مليشيات إيرانية، وأعلن "المجلس العسكري لتحرير سوريا" عن عزمه تحرير البلاد من النظام الجديد، مما يساهم في تصاعد التوترات بين القوى العسكرية والأمنية في سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية عن بدء المرحلة الثانية من العملية العسكرية التي تستهدف ملاحقة فلول النظام البائد.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع، حسن عبد الغني، أن المرحلة الجديدة من العملية انطلقت صباح يوم الأحد، بعد استعادة الأمن في مدن الساحل السوري، وتهدف إلى ملاحقة الضباط والفلول في المناطق الجبلية والأرياف.
مقابر جماعية وجرائم مروعة
وفي تطور آخر، أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" بالعثور على مقبرة جماعية قرب مدينة القرداحة، تضم عددًا من رجال الأمن وعناصر الشرطة الذين كانوا ضحايا مجزرة ارتكبتها فلول النظام.
وجاء في التقرير أن جثث الضحايا تم العثور عليها في أحد الأودية بمدينة اللاذقية بعد أن تعرضوا لاعتداءات وحشية على يد مجموعات تابعة للنظام السابق.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى في تلك المجزرة بلغ 1018 شخصًا، بينهم 745 مدنيًا تم قتلهم بدم بارد في مجازر طائفية، ما يثير المزيد من المخاوف حول تصاعد العنف وتهديدات الاستقرار في سوريا.
لأول مرة.. سوريا تتهم دولة مجاورة بدعم فلول النظام
في تطور غير مسبوق، أعلنت السلطات السورية عن تورط إيران في دعم فلول نظام بشار الأسد الذين يقفون وراء العمليات المسلحة الأخيرة التي هددت استقرار البلاد.
جاء هذا الإعلان على لسان مدير العلاقات العامة بوزارة الإعلام، علي الرفاعي، في تصريح له مساء الجمعة، حيث أكد أن الأجهزة الأمنية تمكنت من تحرير جميع الأسرى الذين احتجزتهم مجموعات تابعة للنظام السابق.
وأوضح الرفاعي أن العمليات التي نفذتها هذه المجموعات كانت تتم بتوجيه ودعم مباشر من طهران، في محاولة لإعادة زرع الفوضى وتقويض استقرار سوريا، وذلك بعد ثلاثة أشهر من سقوط نظام الأسد.
وأكد أن الدولة السورية ترفض محاولات إذكاء الطائفية التي غذّاها النظام السابق بمساندة حلفائه، مشدداً على أن سوريا الجديدة ستظل موحدة رغم محاولات التقسيم.
من جهته، وجه رئيس جهاز الاستخبارات العامة، أنس خطاب، اتهامات مباشرة لقيادات عسكرية وأمنية سابقة بالتواطؤ مع إيران لزعزعة الاستقرار في البلاد.
وأكد خطاب في تدويناته على منصة "إكس" أن هذه العناصر تتحرك تحت توجيهات شخصيات هاربة خارج البلاد.
وأضاف أن أجهزة الأمن السورية تمكنت من كشف مخطط شامل مدعوم من إيران لإعادة الفوضى إلى سوريا، مشدداً على أن السلطات السورية ستتعامل بحزم مع أي محاولة لزعزعة الأمن.

